الجمهورية
السيد البابلى
الأمير "التائه" .. والصمت .. وقرارات "الهدم"
أمير قطر تميم بن حمد تائه بين السماء والأرض.. يحاول أن يتلمس ويتعرف علي معالم طريق الانقاذ للبلاد فلا يجد في نهاية المطاف إلا الاستنجاد بالولايات المتحدة الأمريكية لعله يجد عند ترامب الخلاص.. ولعله يضمن ايضا المزيد من كسب الوقت واستمرار البقاء في السلطة.
وتميم بن حمد توجه إلي الولايات المتحدة الأمريكية في زيارة تتضمن لقاء مع الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" وكما كان لقاؤه السابق مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل عدة أسابيع مخيباً لأماله في أن تعلن موسكو دعمها له. فإن اللقاء القادم لتميم مع ترامب لن يكون فيه النجاة بقدر ما سيكون مناسبته لتوقيع مزيد من الشيكات لصالح أمريكا. والتوقيع أيضا علي صفقات جديدة لسلاح لن تستخدمه قطر أبدا.
والطريق لإنقاذ قطر ونظام حكمها لايمر عبر موسكو أو واشنطن. فالطريق معروف ومختصر وسهل التنفيذ وفيه استعادة قطر لعروبتها والاحتفاظ بأموالها والطريق يبدأ من الدوحة بالاعتراف بالخطأ والتراجع عن مواقف معادية لبعض الدول العربية. والانضمام للجهود العربية في مكافحة الإرهاب وحصاره.
أمير قطر في مقدوره في يوم واحد أن يعيد القرار القطري عربيا مستقلاً بأن يستقل طائراته ويهبط بها في عواصم الدول العربية المقاطعة له ويبدأ منها ومن خلالها صفحة جديدة من علاقات الأخوة الذين يربطهم الدين والتاريخ واللغة والدم.
أمير قطر تأخر كثيرا في قرار العودة للصف العربي واختار الإستقواء بالغرب. وهو طريق معروف نهايته مقدما.
***
ونتحدث عن الصمت في عصر الحملان.. ونتساءل أين العالم من أحداث وجرائم الكيان الإسرائيلي في الأراضي العربية المحتلة.
أين العالم من اطلاق جنود إسرائيل للرصاص الحي علي متظاهرين سلميين حاولوا التعبير عن آرائهم وعن حقهم في الحياة.
أكثر من 27 فلسطينياً استشهدوا منذ أحداث يوم الأرض في الجمعة قبل الماضية. ورغم ذلك فإن ضمير العالم الحر لم يستيقظ بعد.. ومازال التجاهل والصمت العالمي قائماً ومستمراً.
ومن حق إسرائيل أن تواصل جرائمها وأن تطلق الرصاص علي الأطفال مادامت المنظمات العالمية لحقوق الانسان عاجزة عن أن تقول كلمتها أو تبدي تعاطفاً لأنها منظمات لم تعد إنسانية ولا دولية بقدر ما هي خاضعة للمال والنفوذ الأمريكي.
الفلسطينيون وحدهم الآن في الميدان. فلا الادانة الدولية موجودة ولا الصوت العربي مسموع.. وكان الله في عونهم..
***
والصمت في كل مكان قائم ومستمر وخاصة عندما يتعلق الأمر بالحروب العربية وما تشهده من قتل ودمار والازمة اليمنية تشهد أبعادا جديدة وتطورات مخيفة.. وأول أمس اعترضت الدفاعات الأرضية صاروخا بالستيا أطلقته ميليشيات الحوثي في اليمن في اتجاه مدينة نجران السعودية وفجرته قبل أن يسقط علي المناطق السكنية. وسقوط صاروخ واحد علي منطقة آهلة بالسكان كفيل بإحداث كارثة وبالدخول في دائرة الانتقام التي لن تنتهي.
الأزمة في اليمن لاتجد تدخلا دوليا قويا ومؤثرا لأن العرب أنفسهم. أصحاب القضية لم يتدخلوا ولم يحاولوا تشجيع الحوار وانهاء أزمة تجاوزت كل الابعاد الانسانية. وتفتح الباب لتدخلات إيرانية خبيثة في المنطقة.
***
ونعود إلي واقعنا المحلي. وما حدث من إنهيار عقار آخر في الاسكندرية. وحي شرق الاسكندرية وفي محاولة للتنصل من المسئولية يقول ان العقار المنهار الذي يتكون من 7 ادوار تقطنه 35 أسرة صدر له قرار إزالة للأدوار المخالفة منذ شهر مارس الماضي.
ويضيف الحي أن عدداً كبيراً من الأسر استجابوا للتحذير وغادروا العمارة. ماعدا أسرتين رفضتا القرار.
والحي بذلك يعتقد أن مسئوليته قد انتهت بتحرير مخالفة وايداعها الأدراج..!
في أحياء مصر ملايين المخالفات والقرارات المتعلقة بالبناء والتي تحمل رقما في ملف ضخم دون تنفيذ أو ملاحقة أو متابعة. والحي في الاسكندرية ترك للأسر حرية البقاء أو الخروج من المبني المعرض للإنهيار. وهو استخفاف وعدم تقدير للمسئولية والمحافظة علي أرواح المواطنين.
القرار السليم في هذه المواقف هو الحزم والتنفيذ السريع. وكان واجبا علي الحي إخلاء كل السكان وتنفيذ قرار الإزالة بدلا من انتظار وقوع الكارثة وإنهيار العمارة.
قوانين مخالفات البناء تحتاج إلي تعديلات واجراءات تنفيذية عاجلة بعيدا عن الانتظار وإجراءات التقاضي والعدالة البطيئة.
نريد قانونا واضحا لمخالفات البناء ينص علي عدم التصالح أو الانتظار.. المخالفة تتم إزالتها فورا. فلا تصالح علي حساب أرواح الأبرياء..!
***
أما أسماء محمود حسني التي كانت رئيسا لهيئة تنمية صناعة التكنولوجيا بوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات فقد أدت واجبها الوظيفي والمهني بكل أمانة وشرف.. ولم تجد من الإعلام تقديرا أو إنصافا.. فمن يخلص في عمله هذه الأيام لايجد تشجيعاً أو تصفيقاً..!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف