المصرى اليوم
نيوتن
الهروب إلى ماض
كل ليلة بعد فترة من مشاهدة «CNN» أو الـ«BBC». لأتعرف على ما هو جار فى العالم. أعود إلى القنوات المصرية. أتنقل من قناة إلى أخرى. تصدمنى برامج تقدم فى هذه القناة أو تلك. تفجر مشاكل مفتعلة تماماً. تأتى بتفسيرات تفسد الفرحة. تنتهى جميعها بالتحريض. صياح وهجوم بادعاء الدفاع عن مصالح الدولة. يختلقون أزمة. يدعون مواقف. مع أن الأزمة غير موجودة. والموقف ليس مستدعى. مصر ليست فى أزمة. مصر اليوم لا تملك إلا الصعود المستمر. اقتصادياً. سياسياً. عسكرياً. المواطن لديه قناعة تامة بالرئيس. فهل هناك له بديل فى هذه المرحلة؟ الكل متطابق والأهداف واحدة. إلا من بعض الاختلافات. اختلافات الرؤى دائماً صحية. اختلافات فى أسلوب المعالجة للمشاكل ذاتها لتحقيق نفس الأهداف.

مقولة إن هناك من يتربص بمصر لتحقيق مصالحه. فهذا كان وسوف يكون إلى الأبد. فهناك من يتربص بكل بلد فى العالم لتحقيق مصالحه. على حسابها لو استطاع. أما المتربصون من الداخل. فالحمد لله قد انكشف أمرهم وانتهينا. يحاولون العودة من خلال ميديا وقنوات مسممة.

كلمة مهمة قالها الرئيس السيسى: «ما حدث فى مصر قبل 7 سنوات (ثورة 25 يناير 2011) لن يتكرر مرة أخرى»، متابعا: «أمن واستقرار مصر ثمنه حياتى أنا وحياة الجيش»، أضيف إلى كلام الرئيس أن الثمن ليس فقط حياته وحياة الجيش. بل معه المصريون جميعاً.

كلنا عشنا وجربنا وعانينا مما حدث عقب ثورة 25 يناير الشعبية. الآن هل يوجد مصرى واع يريد لهذا أن يتكرر. لم نكن جربنا ثورات بعد. لكننا الآن عرفنا مآلها. «هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون». كانت آخر ثورة شعبية جربها المصريون قبل نحو قرن من الزمان. ثورة 1919. وأعتقد أن الثورة التالية تتطلب قرنا آخر من الزمان. أى أننا أمامنا مائة عام أخرى لندرك ونستدرك.

المصريون والله يحتاجون إلى رسائل طمأنة. من حقهم الثقة بأنفسهم اليوم. لذلك عندما ينتابنى الانزعاج من الصراخ المتواتر فى القنوات المصرية. أهرب إلى الماضى. الذى أجده غالباً فى «ماسبيرو زمان».
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف