الوفد
محمد صلاح
قلم رصاص «إنسانية رئيس».. ومصر عندما تُغني!
ما كل هذه الإنسانية التى تتجسد في هذا الرجل؟، ما كل هذا الحب؟ ما كل هذا الوفاء المخلوط بالصدق والعفوية التي يتمتع بها هذا الرئيس؟، لقد أبكيتنا يا رجل كما لم نبكِ من قبل، لقد أبكيتنا بصدق مشاعرك الطيبة وأنت تحمل الطفلة حبيبة والطفل عمر وهما يحتضناك ولا يريدان أن يتركا قدميك التي يجلسان عليها بتلقائية مفرطة، بعد أن تركا حضني أميهما والجميع ليحتضناك وكأنك والداهما الشهيدان، ما كل هذا الحنان، ما كل هذه السعادة التى رسمتها علي شفاه الطفلين بجبر خاطرهما، بل وعلى شفاه أمهات الشهداء اللاتي انشغلن فقط بالدعاء لك وأنت تقبل أيديهم ورؤوسهم، وتأخذ بأيديهم عند صعودهم ونزولهم، ما كل هذا الحب يا رجل أبكيت الجميع من فرط صدقك مع نفسك وحبك لوطنك وأبناء وطنك.

هل رأيتم من قبل رئيساً يحارب طواحين الهواء متمثلة في أعداء يريدون إسقاط هذا الوطن، ويقف بكل هذه الصلابة ويقول أبداً لن تسقط مصر، وأنا على استعداد تام للبس الأفرول والنزول إلى الميدان للحفاظ على هذا البلد، هل رأيتم كيف أسعد الأيتام من أبناء الشهداء بوعدهم بالصلاة معهم ومع كل أسر الشهداء في العيد القادم؟ هل رأيتم كيف كان يتعامل مع أمهات وآباء الشهداء والحاجة أم أحمد زوجة الشهيد البطل ابراهيم الشهاوى من قرية صان الحجر بالغربية، والذي وقف يستمع لشكواها وهى تتحدث بعفوية لمدة 10 دقائق وتطبطب بيدها عليه وتدعو له، نعم جسد صدق ووفاء هذا الرجل كل هذه العفوية التى شاهدها الجميع في احتفالية يوم الشهيد، والتى جسدت أسمى معانى الوطنية، في شخص رئيس يحب هذا الوطن.

نعم كنت هناك في احتفالية يوم الشهيد التى أقامتها القوات المسلحة بمركز المنارة العالمي للمؤتمرات، ولأنني أحضر هذه المناسبة كل عام، لم أتوقع أن تكون هذا العام بهذا الإبهار الذي أبهرت به إدارة الشئون المعنوية مصر بل والعالم، لتخليد وتكريم شهداء مصر الأبطال، من الشهيد أندرو ألبير الى الشهيد الشبراوى، إلى المنسي، وشريف عمر، وأحمد زهران، والشهيد اللواء عادل رجائي والكلمة الرائعة لزوجته الزميلة البطلة سامية زين العابدين، وبطولات الأبطال في العملية الشاملة بسيناء، كنت هناك وأنا أرى أم الشهيد شريف محمد عمر وهى تحتضن بالدموع المقدم محمود هلال زميل نجلها الشهيد الذي أنقذ جثة ابنها من أيادي الإرهابيين، كنت هناك وأنا أشاهد كيف صنع أبناء الشئون المعنوية ملحمة عطاء ووفاء للشهداء الأبطال، أبكت المصريين من حكايات أمهات الشهداء عن أبنائهن، وتكريم أبطال حرب أكتوبر، من أسر الشهداء، والمصابين، وتابلوهات الغناء في حب مصر من صابر الرباعي ومحمد فؤاد، لتصل الرسائل للعالم، بأن مصر لم ولن تُهزم لأن بها شعباً عظيماً نذر أولاده فداء للوطن وتراب الوطن.

إن إنسانية الرئيس، وأحاديث أمهات الشهداء العظيمات عن أبنائهن، جعلت قلوب المصريين تبكي، وجعلتنا أنا والزميلة المذيعة سارة نجيب التي فرقت مناديل حقيبتها علي كل من يجلس بجوارنا من فرط التأثر بروايات أمهات الشهداء عن فلذات أكبادهن الذين ضحوا بأرواحهم من أجل أن تبقي مصر، وإصرارهم على تقديم أحفادهن أيضاً فداءً للوطن، جعلني كل ذلك أؤكد أن مصر تسير بعناية الله وحفظ الله إلى المستقبل بنضال وحب هذا الشعب، وبعدها غني الجميع مع مطربي الحفل في حب مصر، وبعد الاحتفالية بيوم واحد غنى المصريون لمصر أثناء تزاحمهم للتصويت في انتخابات الرئاسة أمام لجان السفارات بالخارج، ليقولوا للعالم كله، «أن مصر كلها تُغنى».
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف