المصرى اليوم
أسامة غريب
أنواع سائقى الميكروباص
فى كتابه الممتع «فيصل تحرير.. أيام الديسك والميكروباص» قام الكاتب الأديب حمدى عبدالرحيم بتصنيف سائقى الميكروباص على ضوء رصده لهم لسنوات طوال كالتالى:

1- الثوار: وهؤلاء شرسون جداً مع الركاب، يحرص الواحد منهم حتى لو كان نظيفاً على وساخة جزء من جسده أو جزء من ملابسه، وهذا الحرص على الوساخة يحقق لهم ما يمكن تسميته بالرعب المبدئى. 2- المتطرفون: هم على يسار الثوار، لا ترضيهم أبداً ليونة بعض السائقين فى التعامل مع الركاب، وهم يعتقدون أن الراكب الطيب هو الراكب الميت، وعلامة التطرف هى قيادته بسرعة جنونية. 3- الدجاجى: تسمعهم فى الموقَف يقولون «فلان الفرخة جاء».. وقد أطلق عليه أصحابه لقب «فرخة» لأنه مثل الفراخ يجلب «الخراء» بقدميه، والمقصود هو الركاب الأشداء ورجال المرور الشرفاء!. 4- السُنيّة: صورة كربونية من أسامة بن لادن، اللحية المسترسلة والجلباب الأبيض النظيف، إن شاء الله التى يرددونها دائماً حتى لو كان الفعل ماضياً! يحرص السنية على التعامل الودود مع الركاب ورجال المرور، ومع ذلك فحرصهم على السلام ينسفه أن يطلب راكب تغيير الشريط خاصة إذا كان شريط أدعية لشيخ يدعو هكذا «إذا أكلك الدود وصرخت يا معبود فلا مجيب ولا مغيث، ذق يا خسيس، يا من سكرت يوم الخميس وما تصدقت بالنفيس! 5- المعاش: وصف يطلق على السائق الذى خرج إلى المعاش المبكر بعد قيام الحكومة ببيع المصنع أو الشركة التى كان يعمل بها. المعاشى لا يمثل أدنى تهديد لباقى الفئات، بل إنه يتنازل عن الدور لو قال له ثائر أو دجاجى أو متطرف «عفواً يا عمنا اترك لى هذه الطلعة.. (الحتة) مزنوقة فى آخر فيصل، سأفك زنقتها وأعود سريعاً». 6- الروش: يلبس الروش مثل نجم الكرة ميدو وهو مثله يطيل شعره ويتعمد ترك لحيته مع الحرص على تحديد اللحية، الملابس كلها طبعاً من الوكالة ولكن مختارة بعناية. الروش يظن نفسه حسين فهمى منتظراً صعود حتة فرنساوى ستقع فى غرامه. من العلامات المميزة للروش شعره الغارق فى مثبتات الشعر الرخيصة التى لها رائحة حلقة السمك. 7- المستغنى: ليس سائقاً ولا يحب القيادة بل هو ابن صاحب السيارة، لا يقودها إلا نادراً تحت ضغط شديد من الحاج الوالد الذى يريد معرفة حقيقة مكاسب السيارة بعيداً عن ذمة سائقها الواسعة. المستغنى يكثر من التحدث فى المحمول ويحرص على وضع النظارات الشمسية فوق الرأس وكأنه فى رحلة خلوية. يفقد المستغنى السيطرة على أعصابه إذا أصر غشيم من الركاب على مناداته بالأسطى. 8- المصرى: خلقه الله لقيادة الميكروباصات، يحب مهنته ويراها سيدة المهن، مشغول بالاستراتيجى من الأمور (لقمة عيش العيال) هو ذوق مع الذوق وقليل الأدب مع قليل الأدب، يصبر على بطء الشيوخ فى الصعود والهبوط، يتجنب المطبات حرصاً على الحوامل، إذا غادر السيارة لجلب علبة كشرى يسند بها طوله يستأذن الركاب بلطف: هل يريد أحدكم علبة وصاية؟ يشتبك مع الركاب فى مناقشات وقد يقول كلاماً يوزن بميزان الذهب.

كانت هذه مقتطفات من رصد حمدى عبدالرحيم لأنواع السائقين.. أما تصنيفه لأنواع الركاب فلا يقل إدهاشاً وهو موضوعنا غداً.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف