اليوم السابع
محمود سعد الدين
رسالة إلى الإمام الأكبر
قبل أيام قضت المحكمة بحبس الزميل أحمد الخطيب 4 سنوات فى قضية إهانة الأزهر الشريف، وهو حكم يدفعنا جميعا التفكير من جديد فى العلاقة بين الصحافة والأزهر، وكيف انتقلت من الود والتفاهم وتبادل الآراء إلى الدعاوى بالمحاكم.

تحرك مشكور لنقابة الصحفيين خلال الأيام الماضية واتصالات متبادلة بين قيادات بالأزهر الشريف ونقابة الصحفيين، لتقريب وجهات النظر وإقناع الأزهر بالتنازل عن القضية، وسبقها زيارة من الأستاذ الكبير مكرم محمد أحمد إلى شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، فى محاولة للحل الودى بعد صدور الحكم القضائى.

حتى الآن لم يصدر أى تعليق رسمى من مؤسسة الأزهر أو أى من قياداتها بشأن موقفهم من الزميل أحمد الخطيب بعد الحكم القضائى ولا حتى السيناريوهات المحتملة من التمسك بتنفيذ الحكم أو التنازل عن القضية، وحتى تتخذ الأزهر الشريف قرارها النهائى يبقى لنا عدد من الرسائل لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب.

فضيلة الإمام، إذا كان الغرض الأساسى من بلاغكم تجاه أحمد الخطيب، هو إثبات عدم صحة ما كتبه فى حق الأزهر وتبرئة مؤسسة كبيرة كالأزهر من المعلومات المغلوطة التى ذكرها الخطيب، فقد ثبت ذلك فعليا بعد الحكم وبات معروفا للجميع أن الخطيب وقع فى خطأ التناول والطرح فيما كتبه عن مؤسسة الأزهر، فضيلة الإمام، رجع الحق كاملا للأزهر الشريف فعلا، فلماذا الإصرار على تنفيذ الحكم بالحبس؟

فضيلة الإمام، أعلم تماما نواياكم الطيبة فى العمل وحرصكم الدائم على الحفاظ على مؤسسة الأزهر الشريف منارة الإسلام، ولكن باستمرار تمسكم بتنفيذ حكم أحمد الخطيب، سيكتب التاريخ أنه فى عهد جلوسكم على كرسى الأزهر الشريف دخل صحفى السجن فى قضية رأى، كان الأزهر طرفا أساسيا فيها، وأعتقد أن حرصكم الأساسى من البلاغ ضد الخطيب فى البداية لم يكن لمجرد حبس الخطيب، بل كان لتبرئة الأزهر الشريف من أى اتهامات باطلة.

فضيلة الإمام، تبين فى الشهور الأخيرة حرصكم الدائم على تقديم الأزهر الشريف بصورة مغايرة جديدة لم نشهدها من قبل، جرى تأسيس مكتب إعلامى للأزهر وإطلاق مطبوعة صحفية وفتح خطوط اتصال مع قطاع كبير من صناع الرأى والإعلاميين، وبات واضحا أن الهدف من ذلك هو الصورة الجديدة التى يريد الأزهر الظهور بها، ومن هنا أعتقد أن الصورة الجديدة لا تتماشى مع التمسك بتنفيذ الحكم القضائى بحبس الزميل أحمد الخطيب 4 سنوات.

فضيلة الإمام الأكبر، مشهود لحضرتك بالود والتسامح وطيب الخلق، وهذه صفات تدفعنا أن نطلب من فضيلتكم التفكير الهادئ نحو إنهاء الجدل بقضية أحمد الخطيب والتنازل عنها أمام القضاء، وسيتذكرها جموع الصحفيين لفضيلتكم، وستزيد من رصيدكم لدى قطاعات كبيرة، فضلا عن أنها ستبعدكم عن العنوان الأهم أن الأزهر الشريف سجن صحفى رأى فى عهد فضيلتكم.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف