المصريون
حسام فتحى
طيب!!! .. بلا تناقض
.. باغتني صديقي بسؤال عاصف: «أنت تقول ان الرئيس الحالي سينجح في انتخابات الرئاسة، وهذا صحيح لا مراء فيه، وتقول انه لو كان الأمر بيدك لطلبت استمرار الرئيس 4 سنوات أخرى مباشرة ودون انتخابات لتوفر على
المال العام أكثر من مليار جنيه،.. ومع ذلك تطالب الناخبين بالاحتشاد أمام صناديق الانتخاب للإدلاء بأصواتهم في «مظاهرة» شكلية معروف نتيجتها مسبقا.. فما هذا التناقض الصارخ؟!
نظرت إلى وجه صديقي المنفعل، وابتسمت لملامحه المتحفزة وبريق الانتصار بالضربة القاضية المشع من عينيه، وقلت له: «اسمح لي يا سيدي ليس هناك اي تناقض لا فيما أكتب، ولا ما أقول،.. نعم أنا والغالبية الكاسحة من الـ 100 مليون مصري نوقن أن الرئيس عبدالفتاح سيفوز،.. ونعم يا سيدي كنت أتمنى أن «نوفر» أكثر من 1200 مليون جنيه يمكن أن يتم توجيهها إلى احتياجات أكثر أهمية مثل التعليم والصحة والعشوائيات والمشروعات الصغيرة وغيرها...
أما مسألة الدعوة لاحتشاد الناخبين أمام صناديق الاقتراع فأرجو أن يتسع صدرك للشرح.
أولاً: طالما لا يجوز دستوريا إلغاء الانتخابات الرئاسية، وتوفير الـ 1.2 مليار جنيه.. فالأمر إذاً لله ... وفي هذه الحالة لا بد أن تتم على أكمل وجه، لنمارس حقنا الدستوري، ولنؤكد للعالم خياراتنا.
ثانياً: التواجد المكثف والحقيقي أمام صندوق الانتخاب يحمل رسائل للداخل والخارج، أهمها وقوف الشعب خلف قيادته، وموافقته على ما يحدث على أصعدة التصدي للإرهاب وإعادة بناء الاقتصاد ومواجهة التحديات وغيرها.. ما يمنح الشرعية الشعبية لما يجري.
ثالثاً: لا يصح أبدا الخلط بين «شرعية منصب الرئيس» التي تتحقق بـ 1+50% من أصوات الناخبين، وبين «شرعية القيادة» التي تحتاج الى إظهار أكبر قدر من التأييد الشعبي، حتى لا ينجح الرئيس بنسبة تصويت ضعيفة فتخرج «آلة الشر» الإعلامية طاعنة في شرعية قيادته لمصر أمام العالم معتمدة على «قِلة» عدد الناخبين.
لا تناقض يا سيدي.. نعم احتشدوا أمام صناديق الاقتراع وأثبتوا للعالم أن شعب مصر أكثر وعياً مما يظنون.
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف