المصرى اليوم
ياسر أيوب
أوسكار ناشد أفندى
ليس من الضرورى أن تصدق أو تقتنع بما قاله كوبى براينت حين وقف يوم الأحد الماضى يؤكد أن جائزة الأوسكار أجمل من الميدالية الأوليمبية وبطولة العالم وكل بطولات الولايات المتحدة الأمريكية.. فهى فى النهاية مشاعر شخصية وآراء ووجهات نظر لا يملكها إلا أصحابها.. وكوبى براينت هو أحد أكبر وأشهر نجوم كرة السلة فى الولايات المتحدة والعالم.. وقبل أن يعتزل كوبى اللعب منذ عامين، كان قد فاز مع فريق لوس أنجلوس ليكرز خمس مرات ببطولة دورى السلة الأمريكى.. وفاز مع منتخب بلاده بكأس العالم وميداليتين ذهبيتين فى دورتين أوليمبيتين متتاليتين، إلى جانب أربعة مواسم هدافا للدورى الأمريكى والهداف الثالث فى كل تاريخ هذا الدورى الأمريكى، وألقاب وانتصارات وجوائز أخرى لا أول لها أو آخر.. وقام فريق سينمائى بتحويل الكلمة التى ألقاها كوبى عند اعتزاله اللعب عام 2016 إلى مشروع فيلم قصير للرسوم المتحركة بعنوان: «عزيزتى كرة السلة».. فمشوار كوبى مع كرة السلة كان دراما الهروب فى آخر لحظة من قسوة الفشل واللحاق فى آخر لحظة بفرحة النجاح.. وكانت المفاجأة هى فوز هذا الفيلم بأوسكار أحسن فيلم رسوم متحركة فى حفل الأوسكار الأخير يوم الأحد الماضى.. وإذا كان تاريخ الأوسكار حافلا بأفلام رياضية فازت بالأوسكار وممثلون فازوا به بعد تجسيد حياة رياضيين على الشاشة.. فإن كوبى براينت هو أول رياضى يفوز بالأوسكار عن قصة حياته، ويصبح هو النجم الرياضى الكبير الذى يترك الملاعب ليقف على مسرح الأحلام يتسلم الأوسكار، مثل كل نجوم وصناع السينما الكبار.. وكما سبق أن أشرت.. فسيبقى لكوبى براينت حقه فى الإعلان والتأكيد على أن فرحته بالأوسكار أكبر وأجمل من أى جائزة أو بطولة رياضية سبق له الفوز بها.. وسيبقى هناك فى المقابل من يرون الميدالية الأوليمبية الذهبية أو بطولة العالم فى أى لعبة لا تقل فى قيمتها واحترامها وجمالها عن أى جائزة أوسكار.. وتدفعنى حكاية كوبى براينت مع جائزة الأوسكار لمطالبة سينمائيين مصريين بصنع فيلم مماثل لكنه عن محمد أفندى ناشد وليس عن كوبى براينت.. أتخيل فيلما للرسوم المتحركة عن شاب مصرى عام 1895 اسمه محمد أفندى ناشد.. شاب مثل مصريين كثيرين وقتها أحزنهم وأغضبهم وأذلهم الاحتلال الإنجليزى لبلادهم.. ولم يكن ناشد أفندى مثل مصريين كثيرين أيضا يملك مالاً أو سلاحاً أو حتى فرصة لمقاومة الإنجليز.. فقرر ناشد أفندى أن يلجأ لكرة القدم ويلعبها مع الإنجليز وأن ينتصر عليهم أيضا.. طاف بالشوارع والحارات والمقاهى لاختيار أفضل من يلعب الكرة فى مصر.. جمعهم وبدأ تدريبهم وأطلق عليهم اسم التيم المصرى.. وطلب ناشد أفندى أخيرا من الإنجليز اللعب معهم فى أول مباراة حقيقية فى تاريخ مصر أقيمت عام 1895.. وفاز التيم المصرى محققا أول فرحة مصرية حقيقية وتلقائية منذ الاحتلال عام 1882.. وتبادل الناس فى الشوارع والمقاهى التهانى وكبرياء الانتصار.. وأظنها حكاية تستحق أن تكون فيلما وأن تفوز بالأوسكار أيضا.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف