نظراً لما يتعرض له الأشخاص-واحد من كل عشرة-من تأثيرات جانبية ومضاعفات قد تكون خطيرة جراء إستخدامهم المضادات الحيوية، إضافة إلي أن ما يقرب من واحد من كل 15 شخص لديهم حساسية للمضادات الحيوية كما تقول التقارير الطبية، والأهم من كل ذلك هو ظهور أنواع من البكتريا المقاومة للمضادات الحيوية، والتي هي في طريقها للزيادة لأسباب متعددة، منها علي سبيل المثال الإستخدام المفرط في المضادات الحيوية. لهذه الأسباب أوصي موقع "أخبار اليوم الطبية Medical News Today " في 3 مارس 2018 بإستخدام المضادات الحيوية الطبيعية حيث أنها آمنة عند إستخدامها، وذكر الموقع أفضل سبعة من المضادات الحيوية الطبيعية، وهي:
أولاً: الثوم garlic، والذي تؤكد العديد من الثقافات علي أن له فعالية كبيرة في قتل البكتريا، وكذلك في علاج بعض الأمراض. وتؤكد الأبحاث الحديثة علي دور الثوم الكبير في علاج أنواع من البكتريا عديدة أهمها السالمونيلا Salmonella وبكتريا القولون إيشيريشيا E.coli، هذا ويستخدم الثوم أيضاً في القضاء علي بكتريا السل المقاومة للمضادات الحيوية.
ثانياً: عسل النحل Honey ويستخدم منذ آلاف السنين دهان لعلاج وإلتئام الجروح ويمنع تلوثها بالميكروبات. وقد أثبتت الأبحاث الحديثة أن عسل النحل يقوم بدور هام في علاج الجروح المزمنة والحروق والقروح وقروح الفراش، وكذلك إصابات جلدية أخري، هذا وقد أكدت دراسة أجريت في 2016 علي شفاء عسل النحل للجروح ومشاكل صحية أخري، وكانت دراسة أخري في 2011 قد أثبتت أن عسل النحل يثبط ويمنع نمو أكثر من 60 نوع من البكتريا، إضافة إلي دوره في علاج الجروح المصابة بالبكتريا العنقودية Staphylococcus aureus المقاومة للمضاد الحيوي والتي تكتب إختصاراً MRSA وهي تمثل خطورة كبيرة خاصة للعاملين في مجال الصحة حيث يمكن ان تنتشر بينهم بسهولة. يقول تعالي "ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا ? يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِّلنَّاسِ ? إِنَّ فِي ذَ?لِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" سورة النحل.
ثالثاً: الزنجبيل Ginger وهو من نباتات المناطق الحارة، وتحتوي زيزوماته علي زيوت طيارة وراتنجات لها رائحة نفاذة وطعم لاذع وأهم مركباته الجنجرول، ويستخدم الزنجبيل كتوابل، وقد أكدت دراسات عديدة نشرت في 2017 عن قدرة الزنجبيل في محاربة أمراض عديدة مها الغثيان وأيضاً يستخدم في خفض السكر بالدم.
رابعاً:عشب إشنسا Echinacea ويسمي أيضاً زهرة القمح، ويستخدم منقوع أو مغلي لجذوره، وذلك لإحتوائها علي مضادات الإلتهاب وخاصة المصاحب للإصابة بالبكتريا، وكذلك مقويات لجهاز المناعة، حيث أكدت دراسة نشرت في مجلة "البيوطبية والبيوتكنولوجي Biomedicine and Biotechnology " أن مستخلص إشينسا بوربوريا Echinacea purpurea يقتل العديد من أنواع البكتريا، ومنها البكتريا السبحية Streptococcus pyogenes المسئولة عن إلتهابات الزور ومتلازمة صدمة التسمم، هذا إضافة إلي أنها مسئولة عن مرض أكلة اللحوم flesh-eating disease .
خامساً: نبات ختم الذهب Goldenseal وهو نبات عشبي يستخدم منقوع أو مغلي أو يضاف ملعقة من مسحوق الجذور مع الشاي لعلاج مشاكل الجهاز التنفسي والهضمي وإصابات المسالك البولية، وكذلك لمقاومة الإسهال الناتج عن البكتريا، ومركباته التي تعرف بالبربرين والهيدراستين تقتل البكتريا حول الأسنان، بالإضافة إلي أنه يقوي جهاز المناعة. كما يستخدم مستخلص ختم الذهب أيضاً في مقاومة البكتريا العنقودية MRSA ومنعها من تحطيم الأنسجة، هذا ويراعي إستشارة الطبيب قبل إستخدامه لأنه قد يحدث بعض المضاعفات أو التداخلات، خاصة للاطفال والحوامل.
سادساً: القرنفل Clove وهو من نباتات الزينة، ويسمي في الجزيرة العربية بالمسمار أو العويدي وتستخدم بذوره التي تشبه المسامير المجففة كبهارات للقهوة العربية، أكدت الأبحاث الحديثة أن المستخلص المائي للقرنفل فعال بشدة ضد العديد من أنواع البكتريا، ومن ضمنها بكتريا القولون إيشيريشيا E.coli.
سابعاً: زعتر الأوريجانو Oregano، ويسمي أيضاً الزعتر البري أو المرو أو حبق الشيوخ أو المردقوش البري، ويستخدم كمطهر نظراً لإحتوائه علي مركب الثيمول، وكذلك يحتوي علي مضادات للبكتريا والفطريات، ويستخدم مثل الشاي ، هذا ويعتقد البعض أنه يحفز المناعة ويقويها وكذلك مضاد للأكسدة، ويحتوي أيضاً علي مضادات الإلتهابات، هذا وأكدت الأبحاث الحديثة علي دوره كمضاد حيوي طبيعي، خاصة عندم يستخدم في صورة زيت.
هذا ويراعي عند إستخدام المضادات الحيوية الطبيعية أن تكون تحت الإشراف الطبي، نظراً لبعض المخاطر التي قد تصاحب إستخدام المضادات الحيوية الطبيعية، علي سبيل المثال قد يتسبب إستخدام الثوم في حدوث زيادة النزيف، خاصة للأشخاص التي المعرضين لمخاطر النزيف خلال العمليات الجراحية أو نقل صفائح دموية. هذا وأيضاً إستخدام الثوم قد يقلل من فعالية علاجات فيروس الإيدز HIV.