المساء
مؤمن الهباء
كوابيس إسرائيل "2"
نقلت في هذه الزاوية بالأمس مقتطفات من الدراسة المطولة التي نشرتها صحيفة "هاآرتس " الاسرائيلية لتشاك فرايليخ نائب رئيس مجلس الأمن القومي الاسرائيلي سابقا والأستاذ حاليا في معهد هرتسليا تحت عنوان "الشرق الأوسط يصبح نوويا ..وعقيدة بيجن تقترب من نهايتها" . وفي ذلك الجزء الأول ركزت الدراسة علي اتجاه مصر والسعودية الي شراء مفاعلات نووية لتوليد الطاقة من روسيا ردا علي الشرط الذي تضعه أمريكا للتعهد بعدم تخصيب اليورانيوم مستقبلا . وخوف اسرائيل من أن تتحول هذه المشاريع النووية المدنية السلمية الي مشاريع عسكرية اذا دعت الحاجة . واختتمت هذا الجزء بقول الخبير الاسرائيلي : " وهكذا تتوالي الصفعات المصرية والاسرائيلية القوية الموجهة الي واشنطن .
واليوم أكمل بمقتطفات مما تبقي من هذه الدراسة المهمة لنعرف كيف تفكر اسرائيل للمستقبل القريب والبعيد .
يقول الخبير الاسرائيلي انه في سنة 2016 باع الروس للأردن مفاعلين للطاقة سينتهي العمل فيهما عام 2025 . وقد بدأ مفاعل أبحاث نووي من انتاج كوريا الجنوبية العمل في الأردن في 2016. وفي الامارات المتحدة من المفترض أن يبدأ العمل هذا العام في أول مفاعل من 4 مفاعلات لتوليد الطاقة ستقوم كوريا الجنوبية بتوريدها حتي عام 2020 . كما وقعت روسيا مع الامارات العام الماضي صفقات سلاح بحوالي ملياري دولار .
وهكذا تحيط باسرائيل تدريجيا مشاريع نووية عديدة . يؤكد فرايليخ أن الخطر ليس مباشرا . وستحتاج الدول العربية الي سنوات طويلة لتحويل هذه المشاريع الي بنية لبناء قدرات عسكرية . ولكن يمكن أن تؤدي هذه المشاريع الي انهيار الاستقرار الاقليمي النسبي الناشئ بعد الاتفاق النووي مع ايران . ويضع هذا الأمر اسرائيل في مواجهة معضلة صعبة ليست موجودة حاليا مع ايران . ففي جميع هذه الحالات نحن أمام دول نقيم معها سلاما شكليا أو عمليا . وهي تشاركنا الرغبة في كبح ايران . وتحظي بشكل أو بآخر بالتزامات أمنية أمريكية حيالها . ومن ثم لاتملك اسرائيل خيارا عسكريا في مواجهتها الا في الحالات القصوي . وبهذه الطريقة تلوح نهاية " عقيدة بيجن " القائلة بأن علي اسرائيل أن تتحرك عسكريا اذا تطلب الأمر لازالة أي تهديدات نووية .
بناء علي ذلك يقترح الخبير الاسرائيلي علي حكومته " أن تضغط علي الولايات المتحدة كي لا تسمح للسعودية بتخصيب اليورانيوم . ومع أننا في هذا الوقت نتطلع الي اختراق في علاقتنا مع الرياض الا أنه يجب عدم المجازفة بخطوة يمكن أن تشعل سباق التسلح النووي في المنطقة . لكن يمكن ايجاد تسوية محتملة تحافظ علي مصالح السعودية وكرامتها بأن تكون فترة المنع 15 عاما يجري تجديدها دائما . أو الاتفاق مع الدول المنتجة للمفاعلات كي تلتزم بالاشتراط علي المشترين بالتخلي عن تخصيب اليورانيوم وشراء الوقود من المورد فقط . وان كان من الصعب تحقيق ذلك لأنه يفقد الدول الموردة ميزة تنافسية تتمتع بها الآن تجعلها أكثر قبولا لدي المستوردين من أمريكا ."
وفي ظل هذه الكوابيس ـ التحديات ـ ماهو شكل المستقبل ؟
يقول الخبير الاستراتيجي الاسرائيلي : في مواجهة شرق أوسط فيه لاعبون نوويون كثيرون ستضطر اسرائيل الي تغيير سياسة الغموض التي تتبعها حاليا . وستسعي للتوصل الي اتفاقية دفاعية مع الولايات المتحدة . وأيضا اللجوء لحل قد يبدو خياليا اليوم ويتمثل في القبول برقابة اقليمية علي السلاح .
حينذاك ستنتهي أسطورة التفوق الاسرائيلي . فدوام الحال من المحال .
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف