المصرى اليوم
ياسر أيوب
الحب دون أى ثمن أو مقابل
نشر موقع معلومات كرة القدم، عبر تويتر، رسالة قصيرة جدا كتبها شاب مصرى سافر إلى لندن لحضور مباراة للأرسنال فى الدورى الإنجليزى.. وبعد خسارة الأرسنال كتب هذا الشاب أنه لم يقطع كل هذه المسافة الطويلة لكى يشاهد هذه الفضيحة، وبالتالى لابد أن يرد له أرسين فينجر الأموال التى أنفقها.. وأنا لا أعرف هذا الشاب ورغم ذلك توقفت أمام رسالته الغريبة التى لها أكثر من معنى.. فهذا الشاب من مصر ويشجع نادى أرسنال الإنجليزى إلى حد السفر إلى لندن لتشجيعه هناك.. ولا يعنينى هذا السفر الذى لا يستطيعه معظم من باتوا فى مصر ينتمون كروياً إلى أندية إنجليزية أو إسبانية أو إيطالية.. وأصبح هؤلاء يفرحون أو يحزنون وفق نتائج أنديتهم هناك ومشاعرهم حقيقية دون تظاهر أو تمثيل أو ادعاء.. ويتابعون مباريات هذه الأندية وكل حكاياتها وأخبار نجومها بشغف واهتمام حقيقى ودائم.. فهل باتت هذه الأندية بديلا للأهلى والزمالك والإسماعيلى والمصرى والاتحاد السكندرى.. أم أن كل واحد من هؤلاء أصبح مشجعا دائما لناد واحد هنا وناد آخر هناك؟.. وهل يقبل التشجيع الكروى القسمة على اثنين وتكون لكل ناد منهما وظيفة مختلفة.. فيبقى النادى المحلى هو العشق الدائم والانتماء الذى ليست له شروط أو ثمن، ويصبح النادى الأوروبى هو باب البحث عن متعة وأناقة كرة القدم؟.. فهذا الشاب صاحب الرسالة لن يفكر مطلقا فى استرداد ثمن تذكرته إذا خسر ناديه المحلى هنا فى مصر.. وقد نشر هذا الشاب رسالته بعد خسارة أرسنال هذا الأسبوع أمام برايتون.. الخسارة الثالثة لأرسنال على التوالى، والعاشرة هذا الموسم لناد كبير فقد رهاناته باحتلال المركز الرابع فى الدورى الإنجليزى.. ولم يعد السؤال المطروح هناك فى إنجلترا هو: هل يبقى فينجر أم يرحل؟.. إنما هو ماذا جرى للأرسنال ولمديره الفنى أرسين فينجر.. وهل البقاء الطويل فى المنصب ضد الإبداع وامتلاك أفكار وحلول غير تقليدية تصنع النجاح والتألق؟.. فأرسين فينجر يقود أرسنال منذ عشرين عاما.. وهى فترة طويلة جدا لأى مدرب فى أى ناد فى العالم.. وإذا كان هناك فى الماضى مدربون قضوا فترات مماثلة أو حتى أطول من ذلك مع أندية ومنتخبات.. إلا أن ذلك لم يعد صالحا الآن وفق إيقاع زماننا الحالى بكل قواعده وحساباته.. وأعود مرة أخرى للرسالة وصاحبها على موقع معلومات كرة القدم الذى يهتم بكل أرقام وحقائق وغرائب اللعبة فى العالم ويتابعه أكثر من مليون ونصف المليون شخص.. وتنوعت التعليقات على هذه الرسالة عبر تويتر من الذى تخيل أن هذا الشاب بالفعل يريد استعادة ماله من فينجر الذى لن يدفع له.. والذى سخر ممن لايزال يأمل فى أى فوز لأرسنال مع فينجر.. والذى رأى أنه كان من الأفضل إنفاق هذا المال لتشجيع محمد صلاح مع فريق ليفربول.. لكنها على الأقل لم تكن تعليقات تتضمن شتائم وإهانات من تلك التى أصبحت هى القاعدة وليست الاستثناء، بصرف النظر عن أى مضمون.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف