الوطن
أحمد ابراهيم
كلام الرئيس عن حوادث الطرق والقطارات!!
خلال تدشينه للمرحلة الأولى من مدينة العلمين الجديدة يوم الخميس الماضى، الرئيس السيسى قال كلاماً مهماً للغاية حول حوادث الطرق والقطارات، ويجب على أجهزة الدولة التعامل مع تصريحاته بمنتهى الجدية، حتى يتوقف نزيف دماء المواطنين وأيضاً لا يضطر لتكرار نفس الكلام فى مناسبات أخرى، الرئيس تحدث عن حوادث الطرق وهو حزين على القتلى والمصابين الذين يتساقطون يومياً، وأيضاً الخسائر المادية، التى تضعنا فى مقدمة الدول فى هذه الظاهرة السيئة، وتأثير ذلك على السياحة والاستثمار وعلى سمعتنا العالمية، الأمر الذى جعل البنك الدولى يحذر الأجانب من قيادة السيارات بأنفسهم فى مصر، الرئيس تكلم عن حوادث الطرق وأشار إلى منظومة النقل الذكى (its)، وهى بالفعل الحل السحرى لأنها تراقب الطرق بالكاميرات من خلال شبكة متكاملة تغطى كل الجمهورية، تحقق الانضباط وتمنع الحوادث والجريمة وتحافظ على الطرق، والرئيس وعد بتطبيقها مهما كانت التكلفة للحفاظ على حياة المواطنين، هذا الكلام يحسب للرئيس وأطمئن سيادته أن نظام (its) رغم تكلفته الباهظة جداً ولكنه لن يكلف الدولة مليماً، بل سوف تتقاضى منه أموالاً، وهناك عروض للشركات المحلية والدولية فى وزارة النقل ومجلس الوزراء من ثلاث سنوات لتنفيذ المشروع مجاناً فى مقابل الحصول على نسبة من رسوم المخالفات والخدمات على الطرق، بل سوف تدفع للدولة ما كانت تتقاضاه من أموال الموازين والإعلانات، وهى كانت وقتها نحو مليار ومائتى مليون جنيه، ورغم أن نظام النقل الذكى (its) هو الحل السحرى للحد من الحوادث، ولكنه ليس كل الحلول بل جزء منها تكتمل بتطبيق مشروع النقل الجماعى (الحضرى) والذى يقلل من استخدام السيارات الخاصة ويمنع التلوث ويرشد الوقود واستهلاك الطرق والسيارات ويوفر الجهد والوقت ويضاعف الإنتاج، وبالتالى نقضى تماماً على فوضى المرور والحوادث والمواصلات والجراجات والانتظار، والمشروع موجود أيضاً فى مجلس الوزراء ولن يكلف الدولة جنيهاً بل سوف تربح منه، لأنه استثمار قطاع خاص وهو ليس اختراعاً بل مصر تكاد تكون الدولة الوحيدة بين دول العالم المتحضر التى تخلفت عن تطبيقه، الرئيس تحدث أيضاً عن السكة الحديد ومشاكلها التى لا تنتهى بل سوف تتفاقم بسبب تهالك المرفق وإهماله على مدار عشرات السنوات الماضية وأيضاً الزحف العمرانى على قضبانها، سيدى الرئيس الحل العاجل فى الإدارة الأجنبية للمرفق ثم تطبيق خطة التشغيل الآمن للسكة الحديد، التى وضعها الخبراء بعد حادث بنى سويف عام 2016، مع مراجعة جداول التشغيل والتركيز على تطوير خطى القاهرة / الإسكندرية والقاهرة/ أسوان كمرحلة أولى، لأنهما الأكثر مشغولية وكثافة وأيضاً ربحية مع خطوط البضائع، وبالتزامن مع ذلك وعلى المدى الطويل يجب دخول عصر القطار فائق السرعة (500 ك/س) من خلال إنشاء مرفق جديد فى الصحراء خارج الكتلة السكنية يواكب ويخدم المشروعات القومية الحالية ومتطلبات التنمية التى تنشدها مصر، وكما ذكر الرئيس أن مرفقاً جديداً يحتاج 250 مليار جنيه، وهو مبلغ كبير جداً لا تتحمله ميزانية الدولة فى ظروفها الحالية، حتى لو كانت الميزانية تسمح فإن مثل هذه المشروعات يجب أن ينفذها ويديرها القطاع الخاص، ويمكن للدولة المشاركة بالبنية الأساسية، وسوف تكون خدمة غير مدعومة لأنها موجهة إلى طبقة معينة من المواطنين، وتحقق أرباحاً ينفق منها على وسائل مواصلات محدودى الدخل، الرئيس فتح الجرح بكل شجاعة ويجب على أجهزة الدولة انتهاز الفرصة وتشخيص المرض والعلاج بمشرط الجراح، حتى يتوقف نزيف الأسفلت والقضبان لا بالمسكنات حتى لا نستيقظ يومياً على كارثة ضحاياها دائماً من فقراء الوطن وسمعته.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف