الوفد
مجدى سرحان
لن نتفاوض على دماء الشهداء
يتصور بعض البسطاء أن ما بين مصر وقطر «خناقة شوارع» يمكن أن تنهيها «جلسة صلح» أو وساطة يقوم بها «أولاد الحلال».. وبعدها تعود المياه إلى مجاريها و«صافى يا لبن» و«عفا الله عما سلف»..!!

وهؤلاء هم الذين أتحفونا خلال الأيام الماضية بتحليلاتهم وتوقعاتهم «الألمعية» بأن يكون «حل الأزمة القطرية» واحدةً من القضايا المطروحة على مائدة الحوار بين الرئيس عبد الفتاح السيسى وولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان خلال زيارته الحالية لمصر.

•• هذا الكلام

مردود عليه بأنه «فتي فارغ» و«محض خيال».. لثلاثة أسباب رئيسية.. أولها أن القيادة السعودية نفسها لا يختلف موقفها من هذه المسألة عن الموقف المصري.. الصلب والمعلن والمنطلق من التزام كامل بالموقف الموحد الذى اتخذته دول «الرباعية العربية» التى تتصدى للإرهاب القطري.. وتمسكها الكامل بقائمة المطالب الـ 13 التى أعلنتها.

والسبب الثانى هو أن هذه «المسألة القطرية» لم تعد أصلا تشغل بال قيادات هذه الدول.. بعد أن ألقت بالكرة فى ملعب حكام الدويلة المارقة.. ورهنت حل هذه الإشكالية بضرورة أن «تتوقف قطر عن دعم الأيديولوجيات المتطرفة والأفكار الإرهابية ونشر خطاب الكراهية والتحريض على العنف الذى تقوم به بشكل ممنهج منذ سنوات».. وهى لن تفعل ذلك.. وقد أكد البيان الرسمى الذى أخطرت به هذه الدول الأمم المتحدة أن قطر «قامت وعلى مدى عشرين عامًا ببناء منصة داعمة للتطرف والإرهاب تشمل الدعم المادى والملاذ الآمن والترويج للفكر الإرهابى والشخصيات الممثلة لهذا الفكر والمدرج بعضها بالفعل على قائمة الإرهاب الدولية، والذى طالت آثاره العديد من حكومات وشعوب المنطقة، بل امتد ليشمل شعوب دول أخرى خارجها».. وهى مستمرة فى ذلك دون تراجع.

•• أما السبب الثالث

والأهم.. من وجهة نظرنا.. فهو أن الموقف المصرى بشكل خاص أصبح مبنيًّا على «حق دماء أريقت وأرواح أزهقت».. وأن التنازل عن هذا الحق تفريط وخيانة وذل وانكسار.. وهذا ما عبر عنه الرئيس السيسى بشكل صريح وحاسم وحازم: مؤكدا أن مصر لن تتسامح «مع من يمول الإرهاب بمليارات الدولارات، فيتسبب فى مقتل مواطنينا، بينما يتشدق فى ذات الوقت بحقوق الأخوة والجيرة.. ولهؤلاء نقول: إن دماء الأبرياء غالية، وما تفعلونه لن يمر دون حساب».. وإن مصر «ستظل عصية على الرضوخ لتهديدات الإرهاب ومن يقفون وراءه».

وهى رسالة واضحة لهؤلاء المارقين الخونة العابثين.. بأننا فى مصر لن نترك أبدا «حق دماء» شهدائنا ومصابينا فى الحرب ضد الإرهاب الأسود الذى يصنعونه ويمولونه بمئات المليارات من أموال شعوبهم المغلوبة على أمرها.. والمنكوبة بهم.. وسنقتص لدماء وأرواح أبنائنا.. وحتما سوف يدفع الذين خانوا وبغوا ثمن خيانتهم وخستهم ومؤامراتهم وعدوانهم.. إن آجلا أو عاجلا.

•• ومن أجل ذلك

قلنا من قبل وسنواصل القول: إن مصر لا يمكن مطلقا أن تفاوض على دماء وأرواح أبنائها.. وإن المعركة مع هؤلاء «الضالين» سوف تستمر حتى نهايتهم.. ونهاية ذيولهم من عصابات ومرتزقة التطرف والإرهاب.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف