فيتو
صفاء أحمد
«الأخوات العزيزات» يواجهن التحرش والانتهاكات
لم يتوقف تأثير فضيحة الاعتداءات الجنسية التي هزت "هوليوود" على قطاع السينما وصناعة الترفيه فحسب، بل تردد صداها في مجالات شتى، من الرياضة إلى الإعلام مرورًا بالسياسة وأنظمة الحكم.

عشية حفل جوائز الأكاديمية البريطانية لفنون السينما والتليفزيون "بافتا" وقعت نحو 200 من أشهر ممثلات بريطانيا وأيرلندا رسالة بعنوان ‏"الأخوات العزيزات"‏ دعون فيها للتحرك الجماعي ضد التحرش الجنسي والمساواة في الأجور بين الجنسين، ونشرتها صحيفة "أوبزرفر"، وقالت الموقعات إن حملة "الاخوات العزيزات" مستلهمة من حركة "تايمز آب" في أمريكا، وعلى غرارها قررن إنشاء صندوق "العدالة والمساواة في المملكة المتحدة" مع الدعوة للتبرع دعما للصندوق.

وجاء في الرسالة:
"إذا كنت ممن قلن "انتهى الوقت"، إذا كانت القصص التي قرأتها في الصحف قد لمستك وأزعجتك، انضم إلينا... لنجعل 2018 عاما لنهاية التحرش والاعتداءات الجنسية".

أول المبادرات لدعم الصندوق بسخاء كانت الممثلة البريطانية والناشطة إيما واتسون، فتبرعت بمليون جنيه إسترليني (1،4 مليون دولار)، وأسهم في التمويل بعدها كيرا نايتلي وإيما تومبسون، بمبالغ أقل، فيما اكتفى زميلهم توم هيدلستون بالتبرّع بعشرة آلاف جنيه إسترليني.

تضامن كثر مع حملة فنانات بريطانيا، ونشرت رسالة ثانية وقعها 160 ناشطًا وأكاديميًا رحبوا فيها "بالدعوة الصادرة عن أخواتنا العزيزات في صناعة الترفيه للتوحد في التحرك لوضع نهاية للتحرش والانتهاكات".

قدم حفل "بافتا" دعمًا كبيرًا لحملة محاربة التحرش الجنسي والتمييز ضد المرأة، والتزمت الغالبية العظمى بارتداء فساتين سوداء ‏تلبية لنداء حملة "تايمز آب" الأمريكية احتجاجا على الانتهاكات الجنسية.‏

أما رئيسة أكاديمية "بافتا" جين لاش فقالت: يجب أن نستخلص العبر من العام الماضي الصعب، فقد تكشفت حالات التحرش الجنسي بشجاعة كبيرة وهي انتهاكات اخفيت لعقود مع أنها كانت واضحة.. هذه اللحظة التاريخية يجب أن تكون منعطفًا وحافزًا لتحقيق تغيير دائم".

وقارنت مقدمة الحفل جوانا لوملي بين حركة المطالبة بالمساواة بين الجنسين الحالية وحركة المطالبة بحق المرأة بالاقتراع قبل قرن من الزمن.. كما حيت "العزم على اسئتصال الانتهاكات التي تطال المرأة أينما كانت في العالم".

لم ترتد فرانسيس ماكدورماند الأسود مثل بقية الفنانات، وبررت خرقها الإجماع عند استلامها جائزة أفضل ممثلة بأنها "لا تحب الامتثال كثيرا".. مؤكدة‏: "أحرص على أن أقول إنني متضامنة كليًا مع إخواتي اللاتي ‏‏ارتدين الأسود اليوم".‏

ولم تسلم أيضًا دوقة كمبريدج الأميرة كيت ميدلتون من الانتقادات؛ لأنها خرقت الطلة التي اعتمدتها النجمات رفضًا للتحرّش من خلال ارتدائهن الأسود، إذ ارتدت فستانًا أخضر داكنًا، ونسقت معه حزامًا أسود مخمليًا، وحقيبة مخملية سوداء، وهو ما اعتبره البعض لمسة خجولة من ميدلتون لدعم حملتي "انتهى الوقت والأخوات العزيزات" ضد التحرش والانتهاكات.

وقال البعض إن لم تستطع مؤازرة الحملة، كان عليها ملازمة المنزل، فيما دافع البعض الآخر عن الدوقة معتبرا اختيارها لونًا ‏داكنًا هو تعبير ضمني عن الدعم.. ‏كما سعت الصحف البريطانية؛ لتبرير عدم ارتداء كيت اللون الأسود بتقيدها بالتقاليد الملكية التي تلزمها بالحياد تجاه أي موقف سياسي.

تلقت الحملات النسائية دعما موازيا من مهرجان "برلين السينمائي الدولي" المقام حاليا، حيث تضامن بشكل كامل مع حركة مكافحة التحرش الجنسي، وخصص برامج عديدة لمناقشة ظاهرة الاعتداءات الجنسية في قطاع السينما، وقال مدير المهرجان ديتر كوسليك إن "الانعكاس الدولي لصدى حركة أنا أيضا المناهضة للتحرش والتمييز الجنسي أظهر أن المشكلة لا تقتصر على هوليوود".. مؤكدا أنه "استبعد هذا العام من المنافسة على جوائز المسابقة الرسمية، أفلاما اتُهم مخرجوها أو ممثلون فيها أو أحد أعضاء طاقمها بالتحرش الجنسي".

ومن التحرش في صناعة الترفيه وانتقاد الأميرة كيت ميدلتون، طالت الفضائح الجنسية الرئيس الأمريكي ترامب، بعدما كشف محاميه أنه دفع 130 ألف دولار من ماله الخاصة للممثلة الإباحية ستورمي دانييلز، التي ارتبط معها ‏بعلاقة في 2006 خلال زواجه من ميلانيا ترامب، وعلى الفور أعلنت مديرة أعمال الممثلة أنها باتت حرة في سرد قصتها مع الرئيس، و"لم تعد ملزمة بأي اتفاق يمنعها من مناقشة الأمر" بعد اعتراف محامي ترامب بدفعه مبالغ مالية لها.. وترافق مع اعتراف المحامي، مزاعم عارضة مجلة "بلايبوي" الاباحية كارين ماكدوغال بأنها أقامت علاقة جنسية مع ترامب في العام نفسه، أعقبها اتفاقات قانونية ومالية معقدة للتغطية على العلاقة المفترضة.

فضائح ترامب ألقت بظلالها على زوجته ميلانيا، التي تجنبت الصحافة في آخر إطلالاتها، وبدت متجهمة أمام المصورين بانتظار المزيد بعدما رفعت "الأخوات العزيزات" الغطاء وقررن فضح من تسول له نفسه التحرش بالنساء.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف