بوابة الشروق
حسن المستكاوى
صلاح ملك يلعب مع الأسود..
* محمد صلاح هو الملك المصرى عند جماهير ليفربول، وعند صحافة الإنجليز وصحافة الغرب. وكنت طرحت سؤالا مجازيا على صلاح قبل أسابيع: أيهما تفضل أن تكون ملكا فى ليفربول أم وصيف ملك فى الريال أو البارسا؟.. ومعلوم طبعا أن الريال يقوده الملك رونالدو الأول، وبرشلونة يقوده الملك ميسى الأول، وأفهم أن تهتم ديلى ميل، والجارديان، والميرور بمحمد صلاح أحد أبرز نجوم البريمييرليج.. لكن أن تهتم وتتابع أخباره صحيفة أمريكية مثل نيويورك تايمز أو واشنطن بوست فذلك يعكس كيف يرى العالم موهبة ومهارات صلاح..

** الحقيقة أن ما لفت نظر صحيفة واشنطن بوست هو تلك الأغنية الأخيرة التى تغنى بها جمهور ليفربول لمحمد صلاح: «إذا كان جيدا لك بدرجة كافية.. سيكون جيدا لى بدرجة كافية.. إذا سجل أهدافا أخرى.. إذن فإننى سأصبح مسلما أيضا». وتقول الواشنطن بوست إنها المرة الأولى التى تستخدم فيها ديانة لاعب للتعبير عن الإعجاب به.. وتضيف: سجل صلاح 32 هدفًا فى 38 مباراة. وهو سبب كافٍ لأن ينبهر به جمهور ليفربول.

** من العجيب، أن جماهير كرة القدم الإنجليزية من أكثر الجماهير عنصرية، تقول الواشنطن بوست، وتستخدم تلك الجماهير هتافات مسيئة ضد بعض اللاعبين، ففى موسمى 2015/2016 و2016/2017 شهدت 1378 مباراة كرة قدم عالمية فى العديد من الدول الأوروبية 539 هتافا عنصريا مسيئا، وفى بريطانيا وحدها سجلت حالات وصلت إلى 59 مباراة شهدت هتافات عنصرية وهذا أكثر من أى دولة أخرى..

** «أحضرنا الفتى من روما.. وهو يسجل فى كل مباراة.. إنه مصرى.. إنه بارع.. واسمه محمد صلاح».. هكذا أشارت واشنطن بوست إلى أغنية أخرى هتف بها جمهور ليفربول إعجابا بمحمد صلاح.. ويقول بيارا بوير أحد خبراء كرة القدم: «الحقيقة شديدة البساطة.. فالفوز يثير البهجة والإعجاب.. وصلاح يلعب جيدا.. ويسعد الناس.. وهو ما يجعلهم يقبلون عقيدته وأفكاره.. فالجماهير لا تبحث فى العقائد ولا الألوان، ولا الأفكار».. وهذا بالتأكيد أمر صحيح، فكل من يعرف قيم الرياضة ورسالتها، يدرك تماما أن جماهير الرياضة بشكل عام وجماهير كرة القدم التى تعرف بأنها سريعة التحول والاشتعال تبحث عن الأداء، وعن الجمال الحركى وتبحث عن الإنجاز، وعن الإبداع، وعن الابتكار الذى يولد فى لحظة، غير متوقعة، فينتزع الآهات.. ويتميز صلاح بأجمل طريقة اعتذار حين يهدر فرصة تهديف، أو يخسر تمريرة.. إنه يؤدى بمنتهى البراءة والتلقائية الفريدة، فى زمن التمثيل والاصطناع، يؤدى خطوة حركية لا إرادية، تبدو مثل «حنجلة طفل فى الحديقة»..

** مرة أخرى شكرا محمد صلاح.. فأنت تحمل راية تساوى ما تحمله عمائم عشرات الدعاة.. وأنت ملك فى أركان الغرب يروض الأسود ويلعب معها.. ومن النادر أن يلعب الملوك مع الأسود!.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف