الأهرام
أحمد عبد التواب
حزن إخوانى بسبب أمريكا!
لم يستطع ضيوف إحدى الفضائيات الإخوانية أن يُخفُوا حزنهم العميق، قبل عدة أيام، بعد أن توصلوا إلى نتيجة محبطة لهم تقول إن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لن يتخذ موقفاً جذرياً حاسماً ضد الرئيس السيسى وانه لن يتصدى بجدية لنظام حكم ما بعد 30 يونيو! وأعرب بعضهم عن يأسه لأنه حتى إذا أراد ترامب أن يتخذ خطوة قوية فإن المؤسسات الأمريكية الفاعلة سوف تكبحه، لأنها تفضل أن تستمر علاقة أمريكا بمصر مستقرة، وأن أقصى ما يمكنهم الموافقة عليه هو تجميد أو تقليص المعونة الأمريكية السنوية بنسبة محدودة، مع إصدار بعض البيانات الموسمية الناقدة للسياسة المصرية من آن لآخر! وكان الأكثر مرارة بالنسبة لهؤلاء هو تراجع الاتجاه الذى كان يتحمس لهم قبل ترامب، وأنه لم يعد قادراً على فرض الخط الذى يرضيهم، وإنما أن يُبقِى عليهم كقوة احتياطية! ثم، وفى غمرة الأسى الذى استبد بهم راحوا ينتقدون بمرارة ازدواجية السياسة الأمريكية التى تعمل حتى الآن بكل طاقتها على التدخل المسلح فى سوريا، ولكنها تتردد فى مصر!

لاحظ أن هؤلاء المتحدثين يحملون الجنسية المصرية، وأنهم يعلنون أسفهم أن أمريكا لا تسعى لتدمير مصر وترويع المصريين مثلما تفعل فى سوريا! ولاحظ أنهم يعتبرون الإرهابيين التابعين لهم فى مصر مجموعة من المعارضة المسلحة! ولاحظ أيضاً أنهم يسمون ما يفعلونه ويثرثرون به بأنه نضال من أجل مصر! ولاحظ كذلك أن نضالهم المزعوم، على غير حالات المناضلين فى العالم قبلهم، هو أبعد ما يكون عن المعاناة، بل إنهم لا تؤرقهم صورتهم أمام العالم أنهم اختاروا أن تكون إقامتهم ومنابرهم فى عواصم تكن العداء لبلادهم، وأنهم يقبلون أن يتقاضوا عن نضالهم مبالغ ضخمة، وأن يكون نضالهم من فنادق 5 نجوم، كما أنهم يعتبرون دعواتهم من باب حرية التعبير، حتى تلك التى يُحرِّضون فيها على العدوان على بلادهم، ويؤيدون فيها كل عملية إرهابية، ويتحدثون عن الإرهابيين القتلى بأنهم شهداء..إلخ، ثم إذا بهم بعد أن ينشروا كلامهم فى حملات مدفوعة الأجر فى صحف أجنبية يعيدون بثه نقلاً عن هذه الصحف بادعاء أنه رأى الصحافة العالمية!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف