الأهرام
ريهام مازن
وراء عيد الحب.. جنازة مصرية !!
إذا كان العالم يحتفل بعيد الحب يوم 14 فبراير، فإن للمصريين عيد الحب الخاص بهم، حيث يحتفلون به في 4 نوفمبر من كل عام، فضلاً عن احتفالهم المعتاد بـ"الفالنتاين".
لكن عيد الحب المصري وراءه حكاية غريبة، فعندما خرج مصطفى أمين من السجن يوم 4 نوفمبر 1974، تصادف أن شاهد في حي السيدة زينب بوسط القاهرة نعشاً يسير خلفه ثلاثة رجال فقط، فاندهش وسأل أحد المارة عن الرجل المتوفى، فقالوا له: هو رجل عجوز بلغ من العمر السبعين، لكنه لم يحبه أحد، ومن هنا جاءت فكرته في تخصيص يوم للحب في مصر، يوافق الرابع من نوفمبر.

أما عن الفالنتاين عند الغرب، فيحتفلون به وهو عيد الحب يوم 14 فبراير من كل عام، حيث بات ظاهرة شبه عالمية، يتم فيها تبادل الحلوى والزهور وكافة أنواع الهدايا بين الأحباء، وكلها تتم باسم القديس "فالنتاين" الذي ترجع إليه تسمية عيد الحب، وهو العيد الذي تفيد الإحصائيات بأنه يشهد تبادل ما يقرب من 150 مليون بطاقة تهنئة سنوياً، ما يجعله العيد الثاني شعبية في إرسال البطاقات بعد عيد الميلاد.

لكن من هو القديس الأسطورة فالنتاين؟ ومن أين جاء تقليد هذا العيد المرتبط باسمه؟ القصة بدأت من العصور الرومانية القديمة إلى العصر الفيكتوري في إنجلترا.

يمزج عيد الحب مجموعة من الطقوس المتداخلة ما بين الرومانية المسيحية والقديمة، وفي تاريخ الكنيسة الكاثوليكية هناك 3 أشخاص على الأقل يحملون اسم فالنتان أو فالنتينوس، وجميعهم ماتوا لأجل عقيدتهم والمبادئ.

تقول إحدى الأساطير إن فالنتان كان كاهناً خدم خلال القرن الثالث في روما، عندما قرر الإمبراطور كلوديوس الثاني أن الرجال العزاب يمكن أن يخدموا أفضل في الجندية من المتزوجين والذين يعولون أُسراً، وبالتالي قرر حظر الزواج على الشباب.

هنا قرر فالنتان أن هذا المرسوم غير عادل، وتحدى قرار كلوديوس واستمر في إكمال طقوس الزواج سراً للشباب، حتى تم اكتشاف أمره وعلم الإمبراطور بالخبر، فأمر بقتله على الفور.

لكن أساطير أخرى وقصص تقول إن فالنتان قتل لمحاولته مساعدة المسيحيين الهروب من السجون الرومانية القاسية، حيث كانوا يتعرضون للضرب والتعذيب المبرح.

وفي قصة ثالثة فإن فالنتاين الذي كان مسجوناً قام بإرسال أول تحية حب أرخت لهذه المناسبة، وقد كانت لابنة السجان صغيرة السن التي هام بها عشقاً والتي كانت تزوره في المحبس.. وقبل أن ينفذ عليه حكم الإعدام قام بتسطير رسالة هيام إلى تلك المحبوبة، بعنوان "من فالنتينك" وهي الطريقة التي لا تزال مستعملة إلى اليوم في شكل بطاقات الحب التي يتبادلها المحبون.

لكن رغم كل تلك القصص، تظل حقيقة فالنتاين وعيد الحب شبه غامضة إلى اليوم، برغم أن هذه الشخصية باتت واسعة الشعبية في فرنسا وبريطانيا منذ العصور الوسطى، كرمز من رموز الرومانسية.

في حين يعتقد البعض أن عيد الحب يُحتَفَل به في منتصف فبراير للاحتفال بالذكرى السنوية لوفاة أو إعدام الكاهن فالنتاين، التي ربما وقعت حوالي 270 ميلادية.

لكن ثمة رواية أخرى أكثر منطقية أن اختيار هذا اليوم في منتصف فبراير، جاء ليوافق عيد اللوبركاليا Lupercalia وهو مهرجان سنوي كان الرومان يقيمونه في الخامس عشر من شهر فبراير تكريماً للوبركوس، إله الحقول والقطعان، وذلك بغية ضمان الخصب للناس والقطعان والحقول.

وقد كان مهرجان اللوبركاليا يشهد وضع النساء أسماءهن في جرة كبيرة، يقوم الرجال العزاب، كل واحد منهم باختيار الاسم العشوائي الذي سيكون من نصيبه، وفي أغلب الأحوال تنتهي هذه اللعبة بالزواج.

وقد كان هذا المهرجان الوثني محظوراً من قبل الكنيسة، وحيث اعتبر منذ نهاية القرن الخامس الميلادي بأنه طقس غير مسيحي، إلى أن أعلن البابا جاليليوس يوم 14 فبراير عيداً بديلاً للحب في المسيحية، وهذه إحدى النظريات الشائعة حول الموضوع الذي ربما يكون أقرب للموضوعية.

وخلال القرون الوسطى في أوروبا كان ثمة اعتقاد في فرنسا أن تاريخ 14 فبراير هو موعد تزاوج الطيور، وهو ما أعطى طابعاً رومانسياً إضافياً للمناسبة.

وإذا كانت الأسطورة تشير إلى أن فالنتاين هو أول من كتب بطاقة هيام لابنة السجان، فالواقع أن هذه البطاقات عرفت شعبياً في العصور الوسطى، رغم أن كتابة تعابير الحب لم تبدأ كطقس بشكل واضح إلا بعد 1400م.

من قلبي: كل عام وكل المصريين في حالة حب دائماً، حب المصريين لبعضهم ولبلدهم، فالحب ليس فقط هو ما بين الرجل والمرأة، وإنما الحب هو ما يجعل القلب ينبض.. حب الابن لأمه وأبوه، وحب الأخ لأخته وأخوه وحب الصديق لصديقه وحب الزملاء لبعضهم البعض في العمل، وتمني الخير للغير.. فالحب أسمى ما في الوجود وبدون الحب لا يمكن للقلب أن ينبض.. يُمكن للقلب أن يعيش ولكن دون أن ينبض بالحب.

من كل قلبي: أدعو كل إنسان أن يحب بجد وإخلاص، ومن لا يحب، فليفكر في الحب.. فالحب هو تصالح النفس مع الجسد، وهو مفتاح العلاقات الطيبة بين الناس.

#يحيا_الحب.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف