جريدة روزاليوسف
محمد عادل
مهاجم لله يا محسنين
باق من الزمن أربعة أشهر وينطلق كأس العالم «الحلم» الذى انتظره المصريون طيلة ثمانية وعشرين عامًا، ومازالت أزمة خط الهجوم «ورطة» تواجه الجهاز الفنى لمنتخبنا الوطنى لظروف لا يعلمها إلا الأرجنتينى هيكتور الذى اعتمد خلال فترته كمدير فنى لمنتخب مصر على أربعة مهاجمين فقط هم مروان محسن وعمرو جمال وباسم مرسى وأحمد حسن كوكا.
وبعد إصابة الأول فى بطولة الأمم الإفريقية فى الجابون لم ينجح حتى الآن فى العودة للملاعب بينما لا يزال الثانى يسير بخطى غير ثابتة بجنوب إفريقيا ومهدد بالعودة للدورى المصرى والثالث اختفى عن الأنظار والرابع رغم أنه الحل الأقرب لكوبر إلا أنه غير مقنع فنيًا ولا تراه الجماهير المصرية المهاجم الأول لمنتخب مصر فى مثل هذه البطولات.
إذا قررنا البحث عن سر اختفاء المهاجم «السوبر» فلن نجد أمامنا سوى الجهاز الفنى للمنتخب ليجيب لنا عن سؤال تردده الجماهير وهو هل عجزت الكرة المصرية عن إفراز مهاجمين أم بالفعل لدينا ندرة فى هذا المركز؟! من الممكن أن تكون إجابة كوبر وجهازه « نعم « وبالأدلة، فالرجل له ما يراه بعينه فى الدورى المصرى وبين محترفينا فى الخارج، فهداف الدورى المحلى حاليًا هو المغربى وليد أزارو مهاجم النادى الأهلى ويليه مهاجم المقاصة جون أنطوى صاحب الجنسية الغانية ثم المصريين عمرو السعيد مهاجم وادى دجلة واحمد جمعة مهاجم المصرى البورسعيدى ثم الكولومبى كالديرون مهاجم الإسماعيلى، ويمكن للرجل أيضًا أن يجيب فى حالتى الثنائى المصرى جمعة والسعيد بقلة الخبرة الدولية ما يعنى أننا فعلًا أمام حالة ندرة نسبية فى مركز الهجوم.
لكن هل «لفظ» ندرة يعتبر لفظا صحيحا؟ أعتقد «لا»، فنحن نعانى فقط من سوء استغلال وعدم توزيع القدرات البشرية، وبالمناسبة تلك مهمة الجهاز الفنى لمنتخبنا الوطنى لأننا بالفعل نمتلك هدافين لا يحتاجون إلا ثقة الجهاز الفنى وتوظيفهم بالشكل الجيد ومنحهم فرصة المشاركة، لأن كرة القدم لا تعترف بالأسماء بل بالجهد والعرق والأداء.
اتحاد الكرة حاليًا يدرس تقليص عدد اللاعبين الأجانب الموسم المقبل إلى ثلاثة لاعبين بدلًا من أربعة مع وجود مطالب من بعض أعضاء المجلس للسماح للأندية بالتعاقد مع مهاجم إفريقى واحد فقط من الثلاثى الأجنبى لمجابهة ظاهرة اختفاء المهاجمين المصريين، لكن هذا ليس الحل الأمثل لأن كرة القدم الناجحة لا تعترف بتدخل الإدارات فى عمل الأجهزة الفنية.
هل سيفكر كوبر فى التصدى لتلك الظاهرة قبل المونديال؟ هل سيمنح الفرصة لمهاجمين جدد أمثال صلاح محسن الصفقة الأغلى فى تاريخ الأندية المصرية أو غيره من المهاجمين المقاتلين الباحثين عن الفرصة؟ أم سيظل مؤمنا بفلسفته فى الاعتماد على ما يسميه القوام الأساسى؟! أعتقد أنه لو تمسك بفلسفته سيصل بنا الحال أن نرفع أيدينا إلى السماء راجين من الله أن يمنحنا مهاجما يمثل مصر فى هذا العرس العالمى.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف