اخبار الرياضة
فتحى سند
أرجوك لاتغضب .. ألا.. تشعرون »بالخجل والكسوف«؟
> في الوقت الذي يقاتل فيه رجال القوات المسلحة والشرطة الإرهاب الأسود في ربوع البلاد، وبخاصة في سيناء.. وبينما يضع هؤلاء الابطال روحهم علي كفوفهم فداء للوطن.. تجد نفسك تشعر »بالخجل والكسوف»‬ عندما تري بني آدمين »‬نايمين» في العسل.. وايديهم في »‬الميه الباردة»، وكأنهم من عالم آخر لايتحدثون إلا في »‬الهايف»، ولاينطقون إلا »‬بالهراء».. ليس هذا فقط وانما »‬شاغلين بالهم» بكل ما هو سطحي.
كنت أجلس من يومين مع أحد أقربائي.. شاب ضابط بالقوات المسلحة.. مقاتل.. توقعت أن يكون ضمن الابطال الموجودين في سيناء.
سألته: لماذا لم تذهب إلي هذه العملية. فرد مسرعا: كنت أتمني أن أكون مع زملائي، وأتمني أن يأتي يوما قريبا لأنضم إليهم.
وقبل أن أكرر عليه سؤالا آخر.. قال: أنا علي إتصال دائم مع اصدقائي وزملائي- وأشعر من كلماتهم وعباراتهم أنهم سعداء »‬وفرحانين»، بما يؤدون من مهمة.. تماما مثلما كنت، لو وفقني الله سبحانه وتعالي وتشرفت بالمشاركة في الحرب علي الارهاب في أرض الفيروز.. وفي ربوع مصر.
سألته: وماذا عن روحهم المعنوية قال: في السما وأقسم بالله أن كل من ينتمي للقوات المسلحة كان يتمني أن يكون في ذه المهنة. ومن لم يشارك يشعر بينه وبين نفسه أنه مقصر.
والله.. هذا هو نص الحوار.. مع الضابط الشاب المقاتل الذي كان يمكنه بحكم »‬القرابة» أن يهمس في أذني بأي كلام آخر.. وكان يقول ما في قلبه.
كم شعرت بالفخر والاعتزاز.. وكم إنتابتني أحاسيس بالاطمئنان علي أن مصر ستظل محروسة، طالما أن خير أجناد الأرض بخير.. بل بألف خير.
وكم أحزنني.. أنه في هذا الوقت الذي يضرب فيه رجال القوات المسلحة والشرطة الامثال في الوفاء والانتماء تري عالم من البشر لايفكرون إلا في أنفسهم وفي مصالحهم.. يقولون غير ما يفعلون، ويعتقدون أن »‬الفهلوة» هي بوابة تحقيق المصالح، وأن »‬شغل الأونطة»، هو الذي يضمن لهم مكاسبهم.
لامجال.. في هذه المرحلة لمعني كلمة حياد.. فإما أن تنحاز لمصلحة بلد يجري اعادة بنائها، وتتصدي مع أجهزتها لكل من يحاول »‬جرجرتها» إلي الوراء.. أو تتفضل بالصمت.. »‬تقعد.. وتتفرج»!
> قرر.. عنان.. »‬شغال» حبي واعتقالات وطرد.. وواضح إن إعصابه »‬تلفانه».. واذا لم يخرج مصر من دماغه.. سيزداد »‬تخريفه»!
> المفروض.. أن توحد الازمات أو لامشاكل بين أفراد الاسرة.. أو العائلة.. فهل هناك أصعب من التحديات التي تواجها البلاد في معاركها ضد قوي الشر التي تحيط بها من الخارج.. وفي بناء الدولة الجديدة الحديثة حتي تنصهر كل الجهود لخدمة أجيال قادمة تحلم بحياة كريمة.
رسالتي إلي الرياضيين جميعا.. أن يعملوا جنبا إلي جنب، لأنهم اذا تفرقوا.. وهم في الواقع متفرقين، وكل منهم في واد.. ويعتقد أن بمفرده يستطيع أن يفعل ما يريد.. وهو في الأصل لايفعل شيئا، لأن محصلة أداء سيادته لاشيء.. إن لم يكن صفرا.
القصة.. ليست »‬هرتلة كلام».. وانما هي في الأصل عمل وانتاج يعود علي الكل بالمتعة..
العمل الجماعي هو الذي يفرز ابداعا.. وما يقدمه رجال الجيش والشرطة هو الابداع.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف