الأهرام
وحيد عبد المجيد
اجتهادات - «نار وغضب» فى هوليوود
الخلاف قديم على مدى إمكانية صنع عمل فنى عن حدث لم يكتمل، أو مازال فى بدايته. ولكن الخلاف على اعتزام إحدى الشركات تحويل كتاب «نار وغضب» الأشهر فى العالم الآن إلى مسلسل تليفزيونى يتعلق أيضاً بمدى صحة استخدام الفن لتحقيق هدف سياسى واضح، وبشكل مباشر.

معروف أن الكتاب يقدم صورة شديدة السلبية للرئيس الأمريكى ترامب، ويخلص إلى أنه غير مؤهل لتولى رئاسة الولايات المتحدة، وربما أى دولة أخري. ومعلوم فى الوقت نفسه أن الاتجاه السائد فى أوساط فنانى «هوليوود» يعارض ترامب بشدة منذ إعلان فوزه.

ويعنى هذا أن تحويل كتاب يشن هجوماً لاذعاً على ترامب إلى مسلسل تليفزيونى سيكون حلقة جديدة فى صراع سياسى يرى كثيرون ضرورة إبقائه بعيداً عن الفن لكى لا يُفسده. فعندما يُوجه الفن ويُستخدم لتحقيق هدف سياسى يفقد جوهره الإبداعي. وليست هذه المرة الأولى التى تسقط فيها «هوليوود» فى فخ السياسة والتسييس، وتُنتج أعمالاً فنية تبدو كأنها فيديوهات دعائية لتحسين صورة رئيس غالباً، أو الإساءة إلى آخر أحياناً.

فالسمة الغالبة فى أفلام «هوليوود» عن الرؤساء الأمريكيين هى الانحياز لهم، على نحو كان موضع نقد فى كثير من الكتابات حول هذا الموضوع. لم يمض عامان على أخر هذه الأفلام، وهم فيلم Barry الذى تناول شطراً من مرحلة شباب الرئيس السابق أوباما خلال دراسته الجامعية، وكفاحه من أجل تحقيق طموحاته. ومن أكثر الأفلام التى صنعتها «هوليوود» عن رؤساء أمريكيين، وتدخل ضمن الدعاية أكثر مما تعتبر فناً، فيلم The American President عن كلينتون عام 1995.

ولعل فيلم «W» كان آخر الأفلام القليلة التى قدمت صورة سيئة لرئيس أمريكي، ولكن عبر قصة خيالية رأى فيها كثيرون محاولة للهجوم على الرئيس الأسبق بوش الابن، ووجدوا فى اسمه «W» تعبيراً رمزياً عن مقصده.

والحال أنه وسط فيض من الأفلام والمسلسلات عن الرؤساء الأمريكيين، نجد القليل من الأعمال الجيدة ربما كان آخرها عام 2012 عن الرئيس الأسبق إبراهام لنكولن الذى نجحت «هوليوود» فى أن تستوحى سيرته عدة مرات فى أعمال فنية حقيقية، وليست من النوع الذى سينتج عن تحويل كتاب «نار وغضب» إلى مسلسل.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف