المساء
خالد امام
داعش وعفرين والتدويل .. حبل واحد أوله وأخره .. في يد واشنطن ..!!
ربما لا تكون هناك علاقة "عضوية" بين النماذج الثلاثة التي سأتحدث عنها.. ولكن من يدقق جيداً سيجد علاقة "سفلية" تربط كل هذه النماذج بحبل واحد أوله وآخره في يد واشنطن.
* النموذج الأول: أعلنت الولايات المتحدة أنها ستسحب قواتها تدريجياً من العراق حيث إن بقاءها هناك لم يعد له أي سبب بعد دحر تنظيم "داعش" من أرض الرافدين..!!
هذا الكلام كاذب جملة وتفصيلاً.. ويطرح العديد من الأسئلة: هل كانت القوات الأمريكية موجودة في العراق لمحاربة داعش فعلاً؟!.. ألم تكن تدعم التنظيم الإرهابي بالسلاح والمعدات التي تسقطها عليه من طائراتها وتمده أيضاً بالمعلومات اللازمة وتسهل لأفراده التنقل والتدريب والعلاج في أمان؟!.. ألم يخرج قادة التنظيم مؤخراً خروجاً آمناً من العراق وبعض أجزاء سوريا علي الطائرات الأمريكية؟!.. أين أبوبكر البغدادي الآن يا واشنطن؟!.. أليس "داعش" هذا هو صناعة صهيوأمريكية وأن زعيمه البغدادي ضابط موساد وكان الهدف من صناعة التنظيم تمزيق العراق وسوريا وتوريط مصر في الحرب هناك وتحقيق الشطر الثاني من الشعار الإسرائيلي الموجود في الكينست "من النيل إلي الفرات" وبالفعل تمزقت أرض الرافدين وانفصل عنها إقليم كردستان ووصلت إسرائيل إلي الفرات ولكن لم تتورط مصر في هذه الحرب القذرة؟!.
وإذا كان داعش قد تبخر من العراق فإنه سوف يتبخر أيضاً من سوريا فجأة بعد أن أتم مهمته الصهيوأمريكية علي أكمل وجه وسوف يختفي اسم البغدادي ويعود إلي سيرته الأولي "ضابط موساد" أو ربما يقود التنظيم مجدداً في ليبيا أو اليمن استهدافاً لمصر.. كل شيء وارد.
* النموذج الثاني: ليس هناك وصف دقيق لما قام به الرئيس التركي أردوغان من غزو شمال سوريا لاحتلال "عفرين" سوي أنها "بلطجة" بمباركة أمريكية دولية.
أردوغان هاجم "عفرين" بدباباته وطائراته والعالم كله يتفرج.. ووصلت البجاحة مداها حين أكد أنه استأذن أمريكا فيما سيقوم به!!.. وكأن سوريا من أملاك "الوالدة باشا" أو من أحراز واشنطن ومحمياتها!!.
هناك معارضة شديدة في تركيا لما فعله أردوغان.. وهناك بالتالي معتقلون وصل عددهم إلي 550 معتقلاً منذ بدأت عملية "غصن الزيتون" في عفرين يوم 20 يناير الماضي.. والأفجر ما قاله هذا الأردوغان بلغة هي أقرب إلي لغة القوادين حين اتهم معارضيه لهذه العملية بالخيانة.
الإدانات العالمية تتوالي بالكلام فقط.. فض مجالس يعني دون تحرك حقيقي لوقف هذه المهزلة التي يصفها أردوغان بأنها "كفاح دفاعاً عن الوطن"..!! أي كفاح وأي وطن يا هذا؟!.. ماذا كنت فاعلاً وواصفاً إذا قامت سوريا مثلاً بنفس ما تقوم به في أراضيك؟!.
الأمر المستغرب فعلاً هو صمت روسيا وإيران تجاه ما يفعله أردوغان خاصة أنهما حليفان استراتيجيان لسوريا ولديهما قوات علي الأراضي السورية للدفاع عنها.. إنه موقف غير مبرر بالمرة.
* النموذج الثالث: عادت النغمة القطرية المطالبة بتدويل الحرمين الشريفين من جديد.. هذا الطلب الشاذ كأصحابه كانت الدوحة ومعها طهران قد طالبا به من قبل ووجد رد فعل عنيفاً.. الآن تطالب به قطر مجدداً بمباركة أمريكية ولكن من خلال جهات ومنظمات محسوبة علي الدوحة.. وهو طلب مرفوض حتي لو نادي به العالم كله.
تميم ابن موزة يعلم جيداً أن قواته من الجيش والشرطة من المجنسين ولا يستطيع بها حتي الدفاع عن قصره.. ويعلم أيضاً أن إمارته الهاموشية محتلة رسمياً من الأمريكان والعثمانيين والفرس حتي حرسه الخاص أصبح من الحرس الثوري لعدم ثقته في أبناء جلدته.. ويعلم كذلك أنه لولا قاعدة العيديد الأمريكية والقوات التركية والإيرانية لمزقه شعبه إرباً.. ولذا فإنه ارتضي أن يلطخ اسم قطر بقاذوراته دونما أي إحساس بالخزي والعار.. فالمهم لديه أن يرضي أمريكا عامة وتيلرسون حليفه الاقتصادي ولو علي حساب وطنه وشعبه.
إن أسرة تميم طول عمرها خائنة.. الأب أنقلب علي الجد وجاء الحفيد "ابن أمه" لينقلب علي الأب.. وقد نجحت إسرائيل وأمريكا في استخدام هذه الأسرة لتمويل الإرهاب مالياً ودعمه إعلامياً وإيواء عناصره علي أراضيها.. والآن جاء التكليف الجديد للحفيد.. استفزاز السعودية وحلفائها وفي أمر يمس السيادة بالدرجة الأولي مع أن حجة البليد تميم التي طالما هاجم بها مطالبات دول المقاطعة الأربع الزعم بأن هذه المطالبات تمس سيادة بلاده.. بلاده التي بلا سيادة أصلاً!!.
هناك سؤالان.. الأول لتميم ومعه أردوغان وملالي طهران الذين يحمونه: هل لديكم الشجاعة لتطالبوا بتدويل القدس؟!.. والثاني لترامب وتيلرسون: هل لديكما الجسارة علي مساندة هؤلاء الانطاع إذا طلبوا تدويل القدس مثلما تساندونه بالسكوت الذي هو علامة الرضا في طلب تدويل الحرمين الشريفين؟!.
طبعاً.. لا هؤلاء سيطلبون. ولا هذان سيساندان.. كلهم أصلاً ضد مصر والسعودية والإمارات والبحرين.. وسوريا وليبيا واليمن أيضاً.
هل علمتم العلاقة "السفلية" التي تربط النماذج الثلاثة بحبل نجس واحد.. أوله وآخره في يد واشنطن؟!
تحيا مصر وطناً وشعباً وقيادة وجيشاً وشرطة.. ورحم الله شهداءنا من المسلمين والأقباط.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف