فيتو
ياسر أبو المكارم
لبنان بين التهديدات الإسرائيلية والهشاشة الداخلية
تكُثر الشائعات في لبنان حول إجلاء إسرائيل لسكان للقرى الحدودية المجاورة للبنان، بما جعل اللبنانيين يتحدثون عن نية إسرائيل لشن حرب، وذلك بعدما شن أفيجدور ليبرمان، وزير الدفاع الإسرائيلي، هجوما على لبنان، بعدما دعت شركات التنقيب عن البترول والغاز لتقديم عطاءات للتنقيب عن البترول في المنطقة التاسعة بالبحر الأبيض التي تدخل ضمن نطاق المياه الإقليمية اللبنانية.

في حين ادعى ليبرمان أن هذه المنطقة إسرائيلية، بل وقال: "عندما يَطرحون (أي اللبنانيين) عَطاء يَخُص حَقلًا للغاز يَشمل الامتياز التّاسع الذي هو مُلك لنا بكُل المقاييس، فإنّ هذا يُمثّل تحدّيًا سافِرًا، وسُلوكًا استفزازيًّا"، ودعا ليبرمان الشركات العالمية على تقديم عروض.

لدى لبنان خمس مناطق للتنقيب عن الغاز والبترول في مياه البحر الأبيض المتوسط، لكن الحكومة اللبنانية قررت السماح بالتنقيب في منطقتين منها المنطقة التاسعة، وتقدمت مجموعات شركات بعروض، فاز منها مجموعة تضم ثلاث شَركات دوليّة عِملاقة، “أيني” الإيطاليّة، “توتال” الفرنسيّة، و”نوفاك” الروسيّة.

إذ صدق تهديد ليبرمان، فهل تشن إسرائيل حربا على لبنان؟

لا أعتقد، أغلب الظن إسرائيل ستحتل المنطقة التاسعة ثم تنتظر ردة فعل اللبنانيين، هكذا عودتنا، فربما تلجأ لبنان للتحكيم الدولي وليس الصراع العسكري، وبخاصة أن إسرائيل ترغب في تجنب الدخول في مواجهة عسكرية مباشرة مع حزب الله، فقد جربته من قبل، كما أن احتلال المنطقة التاسعة يعطي الصراع صبغة دولية لا شأن لحزب الله بها، والجيش اللبناني لا حول له ولا قوة، ولن يقدر على الدخول في صراع عسكري مع إسرائيل.

القوى السياسية اللبنانية أو ما اٌصطلح على تسميته بالفرقاء اللبنانيين لن يطلبوا من حزب الله الدفاع عن المياه الإقليمية اللبنانية إذا ما هاجمتها إسرائيل، لأن ذلك يعطي لسلاح حزب الله شرعية ترفضها أحزاب ١٤ آذار، والتي تضم تيار المستقبل المعبر عن كتلة كبيرة من السنة في لبنان، حزبي الكتائب والقوات اللبنانية.

إسرائيل قد تستغل هشاشة الوضع السياسي اللبناني، بعد الأزمة السياسية بين حركة أمل ورئيسها نبيه بري، رئيس مجلس النواب، وبين "التيار الوطني الحر" الذي يقوده جبران باسيل، وزير الخارجية الحالي وصهر الرئيس ميشال عون. فرغم الصلح بينهما إلا أن اللبنانيين يعرفون أنه صلح صوري لمنع تفاقم الأزمة وأن ما في القلب في القلب، وإسرائيل لن تجد أفضل من ذلك فرصة للهجوم وحلفاء حزب الله يشنون حربا سياسية بين بعضهم البعض.

الأيام القادمة ستكشف عما في نية إسرائيل ومدى جديتها، لكن المؤكد أنها لن تقف مكتوفة، وهي ترى منطقة قريبة منها يمكنها احتلالها، والادعاء انها أرض إسرائيلية فهكذا تتوسع دائما دولة الاحتلال.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف