الجمهورية
جمال هليل
الحياة تبدأ من هنا!!
* هكذا هي الحياة.. لابد أن تسير مهما كانت العقبات أو الآلام التي يشعر بها البشر!! منذ ست سنوات وقعت الواقعة. وسقط الشهداء في ملعب بورسعيد. راح الضحايا الأبرياء. وتوقفت الحياة في استاد المدينة الباسلة الذي تحول بفعل فاعل إلي ما يشبه القبر الذي يفتقد للحياة وينعق فيه البوم!!
أخيراً دبت الحياة من جديد.. ويعود فريق المصري إلي داره بين أقرانه ومحبيه وعشاقه من خلال اللقاء الأفريقي مع جرين بافالوز الزامبي في تمهيدي الكونفيدرالية!! هذا اللقاء له أهمية كبيرة باعتباره ضربة البداية. وباعتباره لحظة الانطلاق التي ستحدد مصير الكرة البورسعيدية.. التي انتظرت طويلاً. وصبرت كثيراً. وتحملت كل الظلم فيما حدث. والآن حانت لحظة اللقاء والعناق بين جماهير عاشقة حتي النخاع. تعطي بلا حساب. وتساند حتي آخر رمق.. مع فريق يحمل علي عاتقه اسم المدينة الباسلة ويدافع عنه محلياً.. وأفريقياً!!
أتحدث عن المناسبة. عن العودة من جديد وليس عن المباراة والنتيجة!! ما أقصده هو ضربة البداية في العودة إلي الملعب. لأنها إما أن تكون بداية لحياة جديدة تملأ استاد بورسعيد هتافاً وتشجيعاً. وإما أن تكون بداية لتوقف الحياة الكروية من جديد لا قدر الله!!
وهذا يتوقف علي الجماهير. وأبناء بورسعيد الذين أظنهم سيملأون المدرجات واعتبار هذا اليوم عيداً للكرة البورسعيدية استعادت فيه رحيق الحياة في المدرجات من جديد.
.. لكن لكي يتحقق ذلك هناك شروط أخلاقية وأدبية علي كل مواطن بورسعيدي سيحضر المباراة.. أهمها.. الالتزام الكامل بالتشجيع الرياضي ومساندة الفريق حتي آخر لحظة.. مطلوب من اللاعبين وجهازهم الفني الظهور بثوب جديد ينم عن الأخلاق والالتزام بمبادئ القانون وصاحب البيت الذي يرحب بضيفه.
وعلي الجميع أن يبدأ بداية جديدة تكون نموذجاً يحتذي أمام اتحاد الكرة والجهات الأمنية التي تشرف علي الدخول والخروج من الملعب.
أما إدارة النادي فعليها الدور الأكبر لقيادة المنظومة وتحقيق كل النجاح في الملعب والمدرجات.. وأظن أن الوقوف دقيقة حداداً علي أرواح من ذهبوا في كل ملاعب الكرة المصرية منذ ست سنوات حتي الآن أصبح ضرورة تعكس مدي التسامح والحب الذي يجب أن يسود بين جماهير كل الأندية المصرية.. حتي نطوي صفحة حزينة أبكتنا جميعاً وبلا استثناء..
وليت إدارة المصري توجه الدعوة إلي مجلس إدارة الأهلي واتحاد الكرة والزمالك باعتبارها الهيئات التي كانت مسئولة عن كل من رحل في ملاعبنا من الجماهير خلال الفترة السابقة أو دعوة عائلات من رحلوا في هذا الملعب لحضور المباراة إيذاناً بعودة الحياة من جديد في ملعب بورسعيد.
.. هي البداية.. فلا تضيعوها يا جماهير الكرة لأن النجاح فيها سيعيد الجماهير لكل الملاعب!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف