المصرى اليوم
شريف رزق
تغييب السياسة!!
يعلم محمود الخطيب، رئيس النادي الأهلي، كم الإنجازات التي قام بها محمود طاهر، الرئيس السابق للنادي الأهلي، لذا فهو يعلم أن منافسه الخاسر ومن انتخبوه في حالة ترقُب. ففكرة التنافسية هي ما تجعل الكُل يسعي نحو الأفضل. حالة التنافس والحركة المُصاحبة لها من طرح لأفكار جديدة هو ما قد يُحرك المجتمع نحو الأفضل.

فكرة الحاكم الواحد صاحب الرأي الواحد والفكرة الوحيدة تقودنا إلى حالة من الركود المجتمعي والسياسي، وتصاحبها ظهور الكومبارس والهتيفة والطبالين. التنافس يحدث عند ظهور أطراف قوية لديها تاريخ سياسي ومضمون فكري من الممكن طرحه على الناخبين.

طرح مُرشح نفسه على الشعب كمرشح محتمل لرئاسة مصر في 2022 لابد وأن يستعد له كافة الأطراف القادرة على دخول المُعترك من اللحظة الآنية. لقد استقالت «هيلاري كلينتون» من وزارة الخارجية عام 2013 حتي تستطيع أن تشارك في انتخابات 2017. هكذا يعملون في العالم السياسي الحقيقي وليس الشعاراتي. وهيلاري بتاريخها السياسي الطويل كانت لها قدرة على إقناع عدد كبير من رجال الأعمال على دعمها المالي، واستطاعت الفوز على السياسي المُحنك «برني ساندرز» في انتخابات الحزب، وكانت قد قامت بجولة في كافة الولايات حتي تستميل الناخبين وتقنعهم بما تنوي القيام به حال فوزها بالانتخابات الرئاسية.

ومقارنة بسيطة بين طريقة استعداد خالد على وعنان والسادات مع «هيلاري كلينتون» سوف تبين لنا مدي القصور في فهمهم للعمل السياسي.

المبدأ الجوهري في العمل السياسي هو فهم ديناميكيات القوة «power dynamics»، على السياسيين الحاليين بمصر فهم القوي العاملة على الأرض وتحليلها ومحاولة العمل معها بآليات تمكنهم من تحقيق نجاح نسبي، والأفراد وحدهم رغم كونهم فاعلين أو مؤثرين أو لديهم نزاهة لن يتم النجاح، لقد أصبح المحك الحقيقي هو الكيانات، العالم لا يحترم الضعيف وغير الجاهز.

وعلى القوي التي تُسمي نفسها «ثورية» الانخراط في العمل السياسي عن طريق قنوات سياسية تمكنهم في فترة ما من تحقيق حلمهم بطريقة واقعية. وعلى الأحزاب أن تُعلن صراحة عن الهدف الحقيقي من تكوين الحزب، هل هو «مقهي سياسي» حيث يجتمع البعض ويتباكي على الأحوال وما قد مضي وما سوف يأتي، أم هو عمل سياسي جاد ومؤثر. وعليهم أولاً أن يدركوا حجمهم السياسي ومدي تأثيرهم وقدراتهم المادية على تحقيق ما يصبون إليه، فقدرة الحزب المالية تحدد قدرته بطريقة أو بأخري على حصد الأصوات ومن ثم يتحدد تأثيره في مجلس النواب أو انتخابات المحليات.

على الجميع مراجعة ما يقوم به، وأولهم مجلس النواب الحالي، فهل يعلم أحد منطق تأييد 516 نائبًا لإعادة ترشيح الرئيس الحالي، مع أن المطلوب فقط 20 تزكية، فهل عليه أن يُثبت الولاء، هل لا يدرك أنه مُمثل الشعب وليس الرئيس. هؤلاء أيضاً لا يعوا حجمهم وقيمته في العمل السياسي. فهم ينتمون لحزب «شايلني وأشيلك» وهو حزب انقرض في العالم المتحضر.

و هل من المنطق جمع 217000 توكيل من حملة السيسي، في حين أن المطلوب 20000، ما هو المنطق في صرف أموال لا فائدة منها، إن كان المطلوب 20 نائبًا أو 20000 توكيل، عجائب العقليات التي تدير المشهد السياسي المصري تتعلق بشكل أو بآخر بانتفاخ الذات، وهو مرض قد يُجلب على أصحابه الخراب. فهل يسمعون؟! لا أعتقد.

باحث في العلاقات الدولية
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف