الجمهورية
محفوظ الأنصارى
مؤامرة كسب الوقت والرهان علي الفوضي !
هل من تفسير مقبول.. أو يستند إلي أي منطق.. هذا الصراخ الرافض. والمستفز من جانب هذه المجموعات التي تعتبر نفسها.. "معارضة" للنظام.. وللرئيس.. ولكل شيء؟!!
وهل من قضية.. أو هدف يسعون إليه.. ويتجمعون حوله؟!!
وهل يستطيع أحد من الرافضين.. والمعارضين.. والغاضبين.. أن يحدد لنا. ويوضح الأمور والقضايا.. التي أخذته. وغيره إلي هذا الموقف.. الرافض لكل شيء.. والمواجه لكل صاحب موقف أو قضية؟!!
ثم.. هل يستطيع أحد.. أن يشرح لنا طبيعة هذه الجماعات. والأفراد. التي تحاول أن تملأ حياتنا بالصراخ والمعارضة والرفض؟!!
بينما هم في الحقيقة والواقع لا يعرفون ماذا يعارضون.. ومن يواجهون.. وفي أي اتجاه يريدون أن يتحركوا؟!!
هل يعقل أن تكون حياتنا السياسية. مليئة. بهذا العدد الضخم من السياسيين.. هذا العدد الهائل من الأحزاب والجماعات والتجمعات السياسية المعارضة.. والذي يتجاوز المئة حزب. إضافة إلي العشرات من أصحاب. "الدكاكين".. الصغيرة. التي يصح أن نُطلق عليها.. بوابات وأبواب للرزق. والاسترزاق؟!!
وهل مع وجود هذا العدد المخيف. والرهيب.. من الأحزاب السياسية الرسمية.. ومعها المجموعات الاسترزاقية الهامشية؟!!
هل مع وجود أولئك وهؤلاء يمكن أن نصدق أن هذا العدد المخيف من هذه التجمعات والقوي.. لا يستطيع أن يتقدم لمعركة الانتخابات الرئاسية "المشتعلة".. أو التي كان لها أن تشتعل.
فلا نجد حزباً واحداً من هذه "اللمة" السياسية.. بقادر علي أن يعلن وعلي الملأ.. عزمه علي خوض المعركة.. والتنافس من أجل كسب معركة الرئاسة.. وأن يتولي. وحزبه. وجماهيره.. مسئولية الحكم.. والقيادة.
العكس هو الصحيح تماماً..
لم يتقدم حزب.. أو مجموعة أحزاب متضامنة.. إلي الصدارة. ويجد في نفسه القدرة والشجاعة علي قيادة الصفوف. والدفع بأحد زعماء هذه "اللمة".. من الأحزاب.. وأن تكون هذه المجموعة.. قد حددت أهدافها.. وصاغت برامجها.. واختارت عناصرها. وقادتها المكلفين بقيادة الصفوف.
الغريب في الأمر.. أن الصورة التي يعكسها الواقع أمامنا.. صورة مختلفة.. ومغايرة لكل ما يمكن أن يتوقعه المنطق السليم.
خرجت بيانات هذه الأحزاب.. والجماعات.. تدعو للمقاطعة.. وتدعو لعدم المشاركة في عمل سياسي. أو انتخابي.
والأمر الذي يجب البحث عنه وتفسيره.. أمام هذه الظاهرة الغريبة.. هو "ضد مَن هذه المقاطعة المطلوبة"؟!.. هل هي دعوة ضد الذين ينتمون إليه.. أم دعوة ضد الحزب المعارض؟!!
باختصار.. المقاطعة لـمَن.. وضد مَن؟!!
الواضح وباختصار.. أن هناك أزمة في التفكير.. أزمة في قراءة الواقع السياسي المصري.. وبجميع أطرافه.
فليس غريباً.. أن تقف مجموعات سياسية. في مواجهة بعضها البعض.. وليس غريباً أن تواجه الأغلبية. بقوي تناصبها العداء.. وتتصدي لها. وتحاول أن تحرمها من الفوز بالأغلبية وتأييد الجماهير.
لكن الغريب.. وكما سبق الإشارة.. ألا تكون هذه القوة المعارضة. قادرة علي قراءة الموقف بوضوح.. وغير قادرة علي تحديد أهدافها.. بالإضافة إلي عجزها عن تحديد برنامج عمل. تسعي إلي تحقيقه.. وتجميع الجماهير حوله.. وخوض المعركة. بكل إصرار وجاهزية.
بالتأكيد.. ليس عيباً.. أن تمر الشعوب والمجتمعات بمراحل تَحَـوُّل وانتقال.. لا تظهر فيها الأوضاع والمشاكل. وكذلك الأهداف بوضوح وصراحة.
وليس غريباً أن تحتاج الشعوب إلي بعض الوقت. لتحديد الأفكار.. وصياغة البرامج.. واختيار الصالح.. واستبعاد الطالح وغير النافع والمفيد.
لكن شريطة ألا تغرق الشعوب في المستحيل.. وألا تبعد كثيراً عن الواقع.. وأن تتقدم بكل عزم وثقة في اتجاه الممكن والصحيح.
الأمر المحزن في هذا الوضع الذي تمر به بلادنا اليوم.. هو:.. أن مجموعات "مشرذمة" من مواطنينا.. قد لعبت بقلوبهم وعقولهم.. وبالطبع "جيوبهم" بعض القوي الخارجية والداخلية.. وأخذتهم إلي المجهول.. الذي هو في حقيقة الأمر.. اندفاع نحو الفوضي.. ونحو الصراع. ونحو الدمار.. ولحسن الحظ أن هذه المسيرة التي يعملون من أجل دفعنا إليها. لا تحمل ما يغري للخوض فيها.. ولا ما يشجع علي التحرك في اتجاهها.. لكن الشيء الوحيد الذي يراهنون عليه هو غياب الهدف.. وغياب الفكر.. وأيضاً غياب الأمل.. إلا إذا كان التفكك. والصراع. وتدمير الأوطان. كيانات وشعوباً.. هو هدفهم الأول والأخير.
ولكن رغم هذه المؤامرات. والمخططات. والنوايا السيئة التي تحرك وتدفع المتآمرين من الخارج. وتجذب العملاء من الداخل.. إلا أنها لم تستطع وحتي الآن أن تنال من تماسك الوطن ووحدته. بشكل جذري.. صحيح أنها قد أصابت البعض وأصابت الأطراف.. لكن المتابع وبإخلاص يدرك جيداً أن الشعب مازال علي وحدته.. ومازال علي إصراره للخروج من الأزمة. أو الأزمات.. وأن الإنجازات التي تتحقق كل يوم وكل لحظة.. والفشل المتكرر الذي يصيب المتآمرين.. كل هذا وغيره لابد أن يؤكد ثقتنا بأنفسنا.. وثقتنا في الله سبحانه.
ومادامت هذه المؤامرات والمخططات. واقفة عند الأطراف..
فلابد لمصر وشعبها من النجاح.. وهو ما تؤكده الشواهد.. ويعمل له أبناء مصر الأوفياء.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف