الأهرام
ماهر مقلد
نقطة تحول .. هشام جنينة العقل يقول
ما حدث مع المستشار هشام جنينة شئ لا يصدق ومع كل الرغبة فى تصديق أى رواية تثبت أن الحادث قضاء وقدر إلا أن العقل يقول من الذى يقبل أن يتبنى رد فعل مواطن يحمل السكين« والسنجة«؟ ويبادر بالاعتداء بهما على غيره مهما تكن حدة التصادم المرورى فى شوارع القاهرة وبخاصة شوارع مدينة القاهرة الجديدة التى يقطن فيها الكبار من رجالات الدولة.

الصورة التى ظهر فيها هشام جنينة بعد الواقعة تعبر عن حالته الصحية وحجم الإصابات التى لحقت به وهو شخصية عامة ومعروف وطبيعى جدا أن يكون موضوعه على درجة من الأهمية.

سنذهب بعيدا ونتخيل سيناريو التصادم المرورى هل يكون رد الفعل الطبيعى الضرب المفضى إلى الموت بلا هوادة وتبنى منطق من أفرط فى استخدام العنف والقسوة وتبرير ما يحدث بأنه دفاع عن النفس بسبب مشاجرة.

هناك مناطق يشتبك فيها العقل ويرفض الفكرة جملة وتفصيلا ولا يجد المنطق الأعرج طريقا يسلكه فى دروب الحقيقة مهما تكن أنوار الطرقات مظلمة وشهادات المارة عبارات تنطق ما يعذب الضمائر قبل الأجساد ويتركها تعسة.

والمفارقة فى كل هذا أن يواجه المستشار هشام جنينة كل هذا فى وقت حساس جدا وملتبس.

فى هذه الواقعة ننتظر تحقيقات النيابة العامة وكلمة القضاء الذى يحكم بالحق والحقيقية ويعطى كل ذى حق حقه، والقضاء ظل الله فى الأرض وهو وحده الذى يقف أمامه الجانى والمجنى عليه وبالهام من ضمير أقسم بحكم العدل وتطبيق القانون يصدر الأحكام الرادعة فى حق كل من يتجاوز. فى مثل هذه الحالات الضمير المهنى يجب أن ينتصر وهى رسالة للإعلام الذى قد يحاسب جنينة على موقف سياسى وهو تصرف يبتعد عن مواثيق الإعلام والشرف المهنى وتظهر البعض فى صورة لا تتناسب وخبرة السنيين واحترام شرف الكلمة.

وحتى يفصل القضاء فى الواقعة لا نملك إلا الدعاء له بالشفاء وأن تكون الواقعة مجرد حادث عابر لا يترك فى النفوس مرارة ولا يعكس حال الشارع العام فى القاهرة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف