الجمهورية
محفوظ الأنصارى
عملية البحث الفاشلة .. عن رئيس لجماعة الفساد ..!!
تغيير الأفراد والجماعات والشعوب.. عملية في غاية الصعوبة والتعقيد.. ليست مجرد رغبة.. أو هدف.. أو حتي رؤية وتصور.
إنما هي أمر غاية في الصعوبة.. تتداخل فيه وتتفاعل عناصر شتي.. وهذه العناصر.. بتداخلها. وتفاعلها.. تحتاج إلي زمن.. إلي وقت.. إلي ممارسة واقعية. وفعلية علي أرض الواقع.
تتبين خلالها.. ما هو قابل للتطبيق..
كما تتعرف في نفس الوقت.. علي هذا الجانب. الرافض للتغيير.. أو التأقلم.. أو هذا الذي اكتسب "طبيعة ثانية".. ترفض كل ما عداها.. ويظل متمسكاً ومحافظاً علي هذه "الطبيعة" الثانية. أو الجديدة.. التي "لبسته" وسيطرت عليه.. بكل ملامحها. وطبائعها.
بهذا المفهوم البسيط والمباشر. الذي تتسم به الأفراد والشعوب.. في عملية انتقالها من حال إلي حال.. ومن أوضاع. إلي الأخري.
علينا أن ندرك دائماً.. أن التركيبة الإنسانية.. أو البشرية.. أفراداً. وجماعات. وشعوباً:
تركيبة في غاية التعقيد.. في غاية الصعوبة.. وفي غاية التداخل والتمازج. بين أطرافها وعناصرها.
هذه الحقيقة.. تظهر واضحة. وجلية.. عندما نتابع. ونعايش. ونتعامل مع الدول والشعوب. وهي تنتقل من وضع سياسي معين.. إلي وضع جديد.. سواء بسبب ثورة شعبية قامت.. أو بعد انقلاب جري.. نقل السلطة من فئة إلي أخري.
ما أقصده وأريد الإشارة إليه.. هو:
إنه كثيراً ما نعايش ونشاهد غضباً شعبياً عاماً.. ورفضاً جماهيرياً عاماً.. لهذا النظام أو الوضع السياسي العام.. الأمر الذي قد يصل إلي حد تغيير النظام وسقوطه.
لكن المفاجأة التي تواجهنا دائماً.. هي:
إن النظام البديل. القادم بعد سقوط سابقه.. يظل "متعثراً".. ويظل "حائراً".. يبحث عن الأسلوب الذي يدير به شئون ما بين يديه من سلطة.. وجدها تحت سلطانه.
* * * * * *
لكن الواقع أثبت لنا ويثبت.. أن "الرغبة" في التغيير والتبديل.. وأن الرفض الواقع بليد وفاسد.. وأن القدرة علي إسقاط هذا المرفوض.. بل والتمكن من التخلص منه وإبعاده. عن أدوات السيطرة والتحكم. ومراكز التنفيذ.
كل هذا لا يكفي.. فالتخلص من الفاسدين وفسادهم خطوة. وتحرك إيجابي وطيب.
ولكن السئوال الأكثر أهمية هو:
ــ هل كان المجتمع يحمل في نفس الوقت "البديل النظيف والقادر"؟!!
فإذا لم يكن المجتمع مستعداً بهذا البديل "القادر والفاعل".. والمستعد للتصدي لمسئولية الحكم.. بالخطط والمشروعات والأفكار.. تكون العملية معقدة.. وربما أكثر صعوبة.. بل.. وهو الأكثر احتمالاً أن تدخل البلاد. في حالة من الفراغ والفوضي.. فالسلطة السابقة سقطت.. والبديلة غير موجودة ولا جاهزة.. والإعداد والتجهيز للبديل في حاجة إلي وقت. يصحبه عمل جاد.. وإرادة صادقة.. ونوايا طيبة.
والمؤكد وباليقين.. أن مصر ومنذ عام 2005. 2011 تمر بهذه الحالة:
ــ الحالة التي أسقطت نظاماً فاسداً.
ــ وتقدمت "جماعة الإخوان".. يحيط بها جماهير "الفسدة" والمنحرفين.. وعصابات المتاجرين بالدين. والرشوة. والجريمة المنظمة وغير المنظمة.. بل والأكثر خطورة وهوالعمالة لقوي خارجية وعصابات دولية.
وبالفعل استطاعت هذه القوي والجماعات.أن تستولي علي السلطة. وأن تفرض علي رأس البلاد رئيساً إخوانياً "محمد مرسي".. وأن تبدأ عملية إحلال وتبديل. في جميع أجهزة الحكم.. مع الحرص علي. تفريغ مصر وأجهزتها المتعددة. من جميع الكفاءات. وأصحاب المعرفة والخبرة.. واستبدالهم بعناصر فاسدة. من الأرض إلي القمة.. ولهذا لم تستطع المكوث في مناصبها.. وفي السيطرة علي الدولة بأجهزتها المتعددة والمختلفة.. أكثر من عام.
وانهارت دولة "الإخوان.. والعملاء.. والعصابات.. ولصوص المال العام والخاص".
وظل الصراع قائماً ومستمراً.. بين من يسعون للإصلاح. وبين من يقاتلون ويحاربون ويتآمرون.. من أجل تدمير كل شيء إيجابي في مصر.
ولحسن الحظ.. تواجد "المشير عبدالفتاح السيسي".. علي رأس الجيش.. واستطاع أن يجمع العديد من القوي والجماعات.. حول أهداف عليا مشتركة.. واستطاع أن يخوض الانتخابات الجمهورية.. ويحقق الفوز.
* * * * * *
ومنذ تولي "السيسي".. قيادة البلاد عام 2014.. وهو لم يتوقف لحظة عن العمل من أجل لم الشمل.. للقوي والكيانات التي حرصت ومازالت تحرص القوي المعادية من الداخل ومن الخارج. علي دفعها وتحريكها ضد الصالح الوطني.
ورغم صعوبة المهمة التي يقودها الرئيس السيسي.. إلا أنه استطاع أن يحقق إنجازات ضخمة ومتعددة.
بالنسبة لأمن البلاد وسلامة وحدة أراضيه.. وبالنسبة لقوة الجيش وقدراته وأدواته.. وبالنسبة للطرق كشبكة تغطي البلاد من أقصاها لأقصاها.
لكن الملفت للنظر وبقوة.. أن القوي المعادية..
والأجنبية بالذات.. لا تتوقف عن تكتيل قواها. وتجميع أدواتها.. لمهاجمة مصر ومن كل اتجاه.
والغريب أن تحالفاً مريباً. بل وحقيراً.. يتكتل ويتجمع ضد مصر.. رغم ما يعلنه بعض أطراف هذا التحالف. من مودة ومحبة لمصر.. وهذا التكتل.. يضم كلاً من:
"تركيا.. وقطر.. وأمريكا.. وبالطبع إسرائيل.. إضافة إلي العميل الإقليمي والدولي الحائر والمتقلب وهو الإخوان المسلمين".
هذا العميل المتقلب والحائر.. والمتنقل بين جميع القوي وهو الإخوان المسلمون.. لا يتوقف ومنذ أكثر من 80 سنة عن التآمر.. ومع جميع الأطراف.. مع الإنجليز.. والأمريكان.. والأتراك وإسرائيل وغيرها.
ولعدم قدرة هذه الجماعة علي اختيار شخصيات مقبولة لتدخل بها معارك الانتخابات الرئاسية وغير الرئاسية.. تجد نفسها كل يوم قد ارتمت في أحضان شخصيات وأسماء ليس لها في الحياة العامة أي رصيد.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف