الوفد
علاء عريبى
رسالة إلى "مبارك"
فى نهاية يناير 2011، كتبت هذه الرسالة للرئيس مبارك، أعيد نشرها بمناسبة مرور سبع سنوات على قيام ثورة يناير:

السيد الرئيس محمد حسنى مبارك رئيس جمهورية مصر العربية، وصاحب الضربة الأولى في معركة أكتوبر المجيدة، تحية طيبة وبعد.. هذه رسالتي الأولى، وربما تكون الأخيرة التي تتلقاها وأنت في كرسي الرئاسة، سيادة الرئيس أحب أن أوضح لمعاليك أننا نقدر ونثمن ما قدمته خلال حياتك العملية، ونؤكد لسيادتك أنك قدمت الكثير، لكن هذا لا يعنى أن تبقى حتى الموت، ولا يعنى أنك قد اشتريتنا، أو أننا نظل عبيداً لك ولأولادك، ويجب أن تفهم جيداً أن ما قدمته فهو من صميم وظيفتك، سواء عندما كنت قائداً لسلاح الطيران قبل حرب أكتوبر، أو عندما توليت مسئولية رئاسة البلاد، ولو كان غيرك قد تولى هذه المناصب لقدم ما قدمته وربما أكثر وأفضل، من هنا فأنت لم تقدم لنا بل قدمت ما كان يجب أن تقدمه.

لهذا من العيب أن يخرج المنتفعون من بقائك ليمنوا علينا بما قدمته لنا أو للبلاد، وأن يخيرونا بين أمن بيوتنا وبقائك في كرسيك، بين سلامة أولادنا وممتلكاتنا وبين حريتنا، نحن نستحق الحصول على الحرية والأمن، ونستحق أن نعيش حياة كريمة، وأن نختار من يتولون شئوننا ومقدرات بلادنا بكل حرية مثل سائر البلدان المتحضرة، نختار من يخدمنا ولا نختار سيداً علينا.

الكثير من سياساتك ارتبطت بأريحيتك وبحالتك النفسية، دمرت مدينة بورسعيد لأن أحدهم حاول اغتيالك، قطعت علاقاتنا مع إفريقيا لأنهم حاولوا اغتيالك في إثيوبيا، السيد الرئيس يجب أن تعلم أن ابنك وحاشيته الفاسدة هي التي أدت بك إلى هذا الوضع الذي فقدت فيه مهابتك وكبرياءك وستفقد فيه وظيفتك، ونود أن نؤكد لك أننا لا نشمت أبدا فيك، ولك أن ترحل ويكفى ما أسيل من دماء في الشوارع.

فخامة الرئيس لكي تعلم أننا كرماء لآخر لحظة، هذه شروطنا لكي تبقى: الأولى: استقالتك من رئاسة الحزب الوطني، الثانية: حل مجلس الشعب، الثالثة: حل مجلس الشورى والمجالس المحلية، الرابعة: تشكيل حكومة وطنية لفترة مؤقتة حتى إجراء انتخابات نزيهة، الخامسة: عدم خوضك انتخابات الرئاسة القادمة، السادسة: تشكيل لجنة من فقهاء القانون وبعض الشخصيات في الأحزاب لتغيير بعض مواد الدستور، السابعة: إقامة دولة مدنية ديمقراطية تقوم على التعددية، الثامنة: استبعاد أولادك عن العمل السياسي والحزبي، التاسعة: تشكيل لجنة لمحاكمة الفاسدين من رجال الأعمال والسياسيين الذين تربحوا من موارد وممتلكات الدولة، العاشرة: الإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين الذين لم تصدر ضدهم أحكام، والذين ألقى القبض عليهم في الأحداث الأخيرة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف