الجمهورية
جمال هليل
الخواجة كوبر .. وحشتنا !!
*.. هكذا نحن في مصر. نرفع من يكسب ونخسف الأرض بمن يخسر. نتحدث عن الفائز وكأنه بطل الأبطال. وننهال هجوماً علي من يخسر وكأنه فاشل رغم أن الرياضة مكسب أو خسارة.. وكلاهما وارد!!
فلم يخلق بعد ذلك البطل الذي يحافظ علي صدارته مدي الحياه. من هنا وجب التوازن في الحديث عن الفائز أو الخاسر!!
ونحن في مصر لا نعرف الوسطيه. فعندما يفوز الفريق نشيد بالمدرب وكأنه بطل الأبطال. وعندما يخسر ننسي له كل إنجازاته ونفتح عليه النار حدث ذلك مراراً وتكراراً. حتي حسن شحاتة الذي حقق أنجازاً لا أظن أنه سيتكرر بسهولة عندما حقق ثلاث بطولات لكأس الأمم متتالية.. لم يرحمه الاعلام بعد ذلك وظل يضرب فيه حتي تمت إقالته.
الآن الجميع يتحدث عن كوبر فاتح بلاد المونديال الذي حقق لنا أمل العودة لكأس العالم ومن قبلها فاز بلقب وصيف كأس الأمم.
الرجل أستطاع أن يفهم الشعب المصري جيداً.. لمح الفرحة في عيون المصريين وفي أقلام الاعلام وكأنه ملك كرة القدم العالمية.. فأصابه الغرور علي ما يبدو خاصة بعد أن حصل علي لقب احسن مدرب في أفريقيا.. ولا أعرف هل أصبح الرجل واثقا من نفسه ومن فريقه لدرجة إنه حصل لنفسه علي اجازة مفتوحة ممتدة وترك اللاعبين دون رقابة فنية؟!! المفروض أن الاجازة معروفه ولابد من موافقة اتحاد الكرة عليها!! لكن عندما يحصل الرجل علي أجازته مضاعفة فهذا خطأ!!
وعندما يحصل علي أجازته بدون موافقة رسمية فهذا خطأ!!
وعندما يسافر ويترك مساعديه في مصر لمتابعة اللاعبين في مصر وخارجها والاعداد للمعسكر الخارجي ومتابعة مستويات اللاعبين في دورياتهم ويكتفي بتقارير مكتوبة أو شفوية عن كل لاعب.. فهذا هو التهريج المقنن من اتحاد الكرة ولا يمكن أن يحدث ذلك إلا في حالات خاصة. أن يكون الرجل مثلاً يعرف مسبقاً أن المنتخب لن يحقق شيئا في المونديال. أو أن كوبر حقق كل ما كان يتمناه من المصريين وهو الوصول لكأس العالم. والتدريب في المونديال والحصول علي لقب أحسن مدرب في القارة وهذا ما يكفيه في تاريخه ليرفع من اسمه في دنيا التدريب.
أنا لا ألوم علي كوبر نفسه.. بل علي اتحاد الكرة الذي لا يستطيع أن يجادل الرجل في خططه أو معسكراته أو حضوره وأنصرافه وأجازاته. وهذا يعكس ما بداخل إتحاد الكرة وهو أنه اكتفي بالوصول للمونديال هو الآخر.. وليس لديه أي أمل في شئ من اللعب في كأس العالم.. وللأسف الشديد هذا الشعور إنعكس علي كوبر الذي ضرب المنتخب "طبنجة" كما يقول المثل.. ومازالت أجازته مفتوحة!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف