الجمهورية
ثناء حامد
المواطن.. ضحية الفساد
مبقتش خايف من الفساد المالي لأن مافضلش فلوس تتسرق.. ما يقلقني هو الفساد الإداري.. العبارة للرئيس عبدالفتاح السيسي.. وهي عبارة صريحة جداً.. ولكنها صراحة صادمة.. خاصة أن الفساد الإداري متجذر داخل أواصل الدولة ومفاصلها بل يصل إلي حد النخاع.. ومازلنا في أول خطوة لمحاصرة هذا الفساد الذي يقابلك كل دقيقة في كل مكان.. والخوف كل الخوف ألا ينتهي الفساد في عام أو عامين.. فنحن دولة بيروقراطية منذ أيام الفراعنة ولنا تاريخ طويل معها ومع فساد الذمم ونهب موارد هذا البلد الذي قدر له أن ينهب في كل عصوره.. ليبق المواطن المصري علي حاله.. منذ آلاف السنين يدور في حلقة مفرغة لتوفير لقمة العيش وتطحن عظامه في كل عصر وأوان لأنه الوحيد الذي يدفع ثمن الفساد أيا كان نوعه.
وحتي وسط هذا الزخم من الإصلاحات والإنجازات العملاقة لا يجد المواطن البسيط أي بادرة أمل أو انفراجة تجعله يشعر بالارتياح.. لابد من استجابات سريعة جداً لاحتياجات الناس التي تلح إلحاحا فظيعا في وسط تلميحات يومية بزيادة أسعار الكهرباء والبنزين ثم النفي ثم التلميح أنها زيادات للأغنياء فقط.. وكأننا نضع الناس في حالة حرب أعصاب دائمة.. خاصة أن رمضان علي الأبواب والغلاء فتح كل الأبواب ليدخل ويتربع.. واللي معهوش مايلزمهوش.. ووقعت الأسر المصرية في حيرة.. وخاصة أن بكره مازال بعيداً.. والمسئولون وضعوا شروط الرفاهية وكلها شروط تعجيزية ولن تتحقق قبل ثلاث سنوات علي الأقل.. وللأسف نفد صبر المصريين.. فأي مرتبات لم تعد تفي بأقل الاحتياجات.. والمواطن ومشاكله تاهوا بين المشروعات العملاقة وبين الوعود البراقة لاستثمارات لن نجني ثمارها إلا بعد سنوات.
ونسي المسئولون اللحظة الراهنة.. والتي من حق الناس أن تعيشها دون حرق أعصاب ودون تحسس جيوبها كل دقيقة لتتأكد أن الجنيهات لم تتبخر بعد من حرارة الغلاء.
وليس معني هذا أنني أتهم أي طرف بالتقصير خاصة أن الرئيس يقوم بما يفوق طاقة البشر لاختصار الطريق.. وحريص علي أن يعرف كل جنيه أين يذهب وفيم ينفق.. والحكومة تحاول جاهدة ولكن.. يداً وحدها لن تصفق.. لابد من تضافر أشد وجهد أكبر.. ولابد من ضمائر يقظة من أباطرة السوق ترحم بها مقدرات الدولة من النهب والسلب والمتاجرة بأي شيء وكل شيء.. ولابد من تناغم بين الوزارات بعضها البعض لأن الضرر يقع علي المواطن البسيط.
خاصة أنني دهشت عندما رأيت وزير الري وبنفسه يحطم أقفاص الأسماك مما اعتبرها وزير الزراعة نوعاً من "الفذلكة" التي لا داعي لها.. فهذه الأقفاص هي قوت الشعب من الأسماك.. ما هذا التهريج وأين منظومة العمل الحكومي التي تعتمد علي التنسيق بين الوزارات لصالح المواطن البسيط.. هذا الموقف فقط يوضح كيف تعمل حكومة إبراهيم محلب.. مع كل الاحترام لاخلاص المهندس إبراهيم محلب وتفانيه في العمل ولكن للأسف أدواته تحتاج إلي التجديد والاحلال السريع.. فالناس نفد صبرها ولم تعد تحتمل العبث بلقمة عيشها.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف