المصرى اليوم
نيوتن
السياحة: المطلوب
عودة لذكر إسبانيا مرة أخرى. المناسبة أنها تحركت من المركز الثالث عالمياً فى عدد السائحين الذين يزورونها لتحتل المركز الثانى بدلا من أمريكا. ما زالت فرنسا تحتل المركز الأول.

الديكتاتور الأشهر فرانكو تولى رئاسة إسبانيا عام 39. بعد انتصاره فى الحرب الأهلية التى راح ضحيتها ما يقرب من نصف مليون مواطن. ظل يحكم منذ عام 1939 حتى وفاته عام 1975.

ترك الرجل كل الملفات لوزرائه. بينما احتفظ هو بملف السياحة. لمعرفته بقيمتها وأهميتها وخطورتها. بعد ذلك أعاد النظام الملكى الدستورى لإسبانيا ليقينه أنه الأفضل لبلده.

السياحة فى إسبانيا تمثل 11 % من الناتج القومى الإسبانى. عدد السائحين الذين يزورونها سنوياً يقدر بـ82 مليون سائح.

الفارق بيننا وبين إسبانيا قد يكون بسيطاً. هو مجرد ما يزيد على 75 مليون سائح!! فارق يكاد يقترب من عدد سكان مصر إلا قليلا.

أما عن مدى مساهمة السياحة فى الدخل القومى المصرى. بأى نسبة كانت تساهم؟. وبأى نسبة تساهم الآن؟ لا أعرف رقما. أيا كان فهو رقم يتعلق بالماضى.

السؤال المهم والأخطر قبل التعرض لوزير مضى أو وزير تولى: ما هو المستهدف من السياحة للإسهام فى الدخل القومى المصرى عام 2030؟ ما هى خطتنا للسياحة حتى هذا العام؟

هل حددنا الهدف؟ هل حددنا العدد المستهدف من السائحين لتحقيق هذا الهدف؟

بعد ذلك علينا أن نتوجه إلى أجهزة الدولة المختلفة. ما هو الدور المطلوب من كل منها حتى نحقق الهدف القومى؟. المطلوب من الطيران؟ المطلوب من النقل؟ الدعم المطلوب من القوات المسلحة؟ يجب تحديد كل ذلك ليتابع رئيس الدولة أداء كل جهة لما عليها. ليتسنى للبرلمان المحاسبة على الأداء وتحقيق الهدف الخاص بكل عام.

ليس لدينا عذر. يجب أن نحدد كل هذا. فلدينا فى مصر كل أسباب ومبررات ومقومات السياحة الرائدة. التى تؤهلنا أن نكون- ولن أقول فى المركز الأول أو الثانى- على الأقل ضمن العشرة الأوائل.

بعد ذلك ننتقل إلى الوزيرة نفسها. فهذا هو التحدى الذى أمامها.

قد يأخذ البعض عليها خلفيتها المتخصصة فى الاقتصاد. بينما أرى ذلك ميزة لا عيبا.

فهكذا كان فؤاد سلطان. وزير السياحة الأسبق. الرجل الذى حقق النقلة السياحية فى مصر. كانت لديه الشجاعة ليخصص المتر فى الاستثمار السياحى بدولار واحد. فكانت الاستثمارات الكبيرة فى شرم الشيخ والغردقة ودهب والجونة ورأس سدر ومرسى علم.

وزيرة السياحة الجديدة. عاشت فى مصر وخارج مصر. تعاملت مع مؤسسات دولية من خلال عملها فى البنك المركزى. تعرفت على عناصر الاستثمار الجيد والمربح. وكيف يكون مستداما. هل تكون الوزيرة استكمالا صاعدا لما بدأه فؤاد سلطان ذات يوم؟

هل تتيح لها الدولة كل الوسائل الممكنة حتى تحقق مصر نسبة معتبرة فى الدخل القومى عن طريق السياحة؟

2030 ليست ببعيدة. يفصلنا عنها 12 عاما. هل يُنظر إلى تحقيق أهداف هذه الوزارة كأحد الأهداف القومية للبلاد؟. هل يمكن أن نرى مصر فى المكانة التى تستحقها على خارطة السياحة العالمية؟.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف