الأخبار
صفية مصطفى أمين
فكرتي هل تريد أن تصبح مديرا؟

التقيت بشاب من سوهاج، خريج عام 2016.. وسألته: ماذا تريد أن تفعل في مستقبلك؟ قال بسرعة: أريدأن اكون مديرا. . لا وقت لدي لأصعد السلم درجة درجة!
يتصور الشاب ان الجالسين علي المكاتب هبطوا "بالبراشوت"، علي مكتب ملحق به سكرتارية . لم يخطر له ان المدير تمر عليه ايام لا يري ابناءه من كثرة أعباء العمل. لا يعرف أن منصب المدير مسئولية كبيرة قد تعجز عن حملها الجبال. لا يتصور أنه كلما كبر الكرسي كبرت المسامير التي تدق فيه!
نحن نسينا متاعب الصعود علي درجات السلم. نريد أن ندوس علي زر المصعد، لنكون خلال دقائق في الدور العلوي. فإذا وجدنا المصعد معطلا، نتردد في الصعود!
الحياة أصبحت شاقة. ليس فيها مصاعد تحملنا في دقائق الي الادوارالعلوية، ولا مكان فيها للكسالي اوالمُرفهين . انتهي عصر البهوات والهوانم الذين يجلسون في مقاعدهم الوثيرة، ويصدرون التعليمات. اعرف مديرين في بنوك، مكاتبهم في صالات مفتوحة مع بقية الموظفين، وليس لديهم صالون لاستقبال الزوار. اذكر ان احد المديرين في شركة من كبري الشركات العقارية، اتفق معي ان ألقاه الساعة الواحدة ظهرا . ذهبت اليه في الموعد المحدد، فوجدته ينتظرني امام باب الشركة. دهشت أنه لا يوجد لديهم صالون. كانت زيارة علي الواقف بدون قهوة اوشاي اوحاجة ساقعة.. وممنوع تضييع الوقت في الحكايات وتبادل الاشاعات.
قلت للشاب: هل مازلت تريد ان تصبح مديرا عاما؟
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف