الأهرام
جمال زهران
زيارة إلى الشام.. وخوف على مصر.. (2-3)
حديث المقابلات السبع مع شخصيات مهمة فى سوريا ولبنان فى الفترة من (25-31 ديسمبر 2017)، لا ينتهى ويمكن تلخيصه فى عبارة واحدة، أنه يحمل عتابًا من الأشقاء فى سوريا، وفى نفس الوقت فإن الخوف يزداد لديهم على مصر فى الأيام المقبلة. فقد التقينا (6) شخصيات فى العاصمة السورية (دمشق)، هى نائبة الرئيس (د. نجاح العطار)، ورئيس البرلمان (مجلس الشعب) أ. حموده الصباغ، ثم عمران الزعبى (نائب رئيس القيادة المركزية للقيادة الوطنية القومية)، وبمشاركة (7) من قيادات الأحزاب الناصرية واليسارية، ثم المهندس هلال الهلال (نائب رئيس القيادة القطرية التى يترأسها الرئيس بشار الأسد). ثم التقينا الدكتورة بثينة شعبان (المستشار السياسى للرئيس)، وفيصل مقداد (نائب وزير الخارجية السوري)، على هامش حفل العشاء الذى دعانا إليه رئيس البرلمان. وفى بيروت التقينا بالدكتور على عبد الكريم (سفير سوريا فى لبنان) والذى سبق له أن خدم فى مصر 4 أعوام (1996م - 2000م)، ليصبح إجمالى ما التقينا معهم (7) شخصيات مهمة، جميعها بلا استثناء، له دور فى صنع القرار السياسى فى سوريا.

وأستطيع أن أسجل هنا نقطة مهمة وهى أن جميع من التقيناهم يثنون على مصر شعبًا وجيشًا وقيادة، ثناءً كبيرًا واضحًا، وعلى مواقفهم، وعلى دعمهم الكبير لسوريا، وموقفهم الداعم ضد الإرهاب، وأعلنوا صراحة أن هناك اتصالات على أعلى مستوى بين كل من مصر وسوريا عبر قنوات عديدة ، ولكن هناك حوارا وتنسيقا ودعما مصريا لسوريا .

كما أن مصر كانت من الدول الداعمة للدولة السورية، وداعية إلى الحل السلمي، وضرورة نبذ ومواجهة الإرهاب. ومن ثم يجب ألا تظل العلاقات بين مصر وسوريا الرسمية فى السرية، ولابد من خروجها إلى العلن، للتشارك فى صياغة حقيقية لمستقبل سوريا، الذى هو مستقبل لمصر.

وفى هذا السياق، فإنه قد سبق لى مقابلة الرئيس بشار الأسد بنهاية عام 2013م، وقال لى: «عرفت آنذاك أن الإخوان لا يحكمون مصر، وأنهم فى الطريق إلى زوال». ولذلك فإنه قد سعد أكثر عندما أسقط الشعب والجيش المصرى «الإخوان» فى 30 يونيو 2013م. ثم أشار إلى أن مصر إن لم تفعل شيئًا لأجل سوريا، سوى أنها أطاحت بالإخوان، فهو أكبر مكسب فى سوريا، وأكبر داعم لشعبها وجيشها .

ومما سمعناه من عتاب الأشقاء فى سوريا سواء على مستوى القيادات العليا التى التقيناها أو من رموز سياسية وشعبية التقيناها أيضًا، فقد أشار متسائلاً، سفير سوريا فى بيروت فى مقابلة للوفد الشعبى التى امتدت أكثر من ساعتين، إلى أنه هل يجوز لسفير مصر فى بيروت، أن يلتقى بكل الفرقاء فى لبنان، ويقيم حفلات فى مناسبات، ولا يدعو إليها السفير السوري، كما لم يقم بزيارته مرة واحدة منذ وصوله إلى بيروت بالمخالفة لقواعد البروتوكول الدبلوماسي، فما بالكم بعمق وتاريخ العلاقات بين الشقيقتين مصر وسوريا؟! أشياء كثيرة سمعناها فى بند العتاب، ولكن مطلبهم هو أن تعود العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين وإلغاء قرار الإخوان السارى حاليًا وبشكل رسمي، وما يترتب على ذلك من تداعيات بالتشارك والحوار والتنسيق بين الدولتين. كما عاتبنا رئيس البرلمان السوري، بالقول: هل يجوز أن نوجه دعوة رسمية إلى مجلس النواب لزيارة سوريا ومشاركة شعبها الاحتفالات بالانتصارات على الإرهاب، وكذلك إلى رئيس لجنة الشئون العربية بالنواب المصري، ولا يصله مجرد رد، بل كأن الأمر لم يصلهم بعد؟! فلماذا هذا التجاهل الرسمي؟! العتاب كبير بين الأشقاء ولابد من الإسراع بفتح صفحة جديدة وطى صفحة الماضي، لأنه هنا حرص على مصر شعبًا وجيشًا وقيادة. وعلى الجانب الآخر، فإن هناك نقطة مهمة ومحورية، وهى تلك المخاوف التى أبداها كل من التقيناهم، حيث إنهم يخافون على مصر من استمرار الإرهاب، ولابد من التشارك السورى المصرى فى مجابهته، بعد أن تم سحقه فى سوريا. حيث إن جزءًا كبيرًا من قوات داعش وأخواتها الإرهابيين يتم نقلهم بطائرات أمريكية إلى ليبيا، للعبور إلى مصر، وتصاعد عمليات الإرهاب المنظم للوصول لمصر مثلما فعلوا فى سوريا لاقدر الله، ولذلك فهم خائفون على مصر وشعبها وجيشها.

وسألتهم فى هذا الصدد: وهل لديكم الاستعداد لتسليم كل الملفات والمعلومات بشأن هؤلاء الإرهابيين لمصر؟، أجابوا بحسم: طبعًا، لأن ما يعنينا الآن هو الحفاظ على مصر العروبة، قائدة الأمة العربية لأنها الرئة التى يتنفسون بها.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف