الجمهورية
جلاء جاب اللة
الإبداع والحب في مواجهة الإرهاب
أعتقد أن النقطة الأساسية في برنامج الرئيس عبدالفتاح السيسي للانتخابات الرئاسية المقبلة هي مواجهة الإرهاب ورفع مستوي معيشة المواطن.
لم يعلن الرئيس- حتي كتابة هذه السطور- قراره بالترشح لكن الإرادة الشعبية ستفرض نفسها ويترشح ويقدم برنامجاً هذه المرة بعد أن حقق دون إعلان لبرنامج آلاف المشروعات القومية ونجح في استعادة الوطن بحق.
ومع عودة الروح تبدأ مشروعات ذات نوعية خاصة مع حصاد الإنجازات والمشروعات القومية التي تحققت.
وأعتقد أن الشهور الستة التي ستبدأ مع يوم 20 يناير الحالي ستشهد افتتاح عشرات إن لم يكن مئات المشروعات وبدء الحصاد وإحساس المواطن بنتائج ملموسة لما تحقق بالفعل.. لكن البرنامج الرئاسي للمرحلة المقبلة لن تعتمد فقط من وجهة نظري علي ما تحقق من إنجازات ومشروعات بل إن هناك رؤي جديدة تتوافق مع المرحلة المقبلة.
في سورة قريش يقول الله سبحانه وتعالي: "لإيلاف قريش إيلافهم رحلة الشتاء والصيف فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوعي وآمنهم من خوف" فأهم نعم الله علي قريش هي الإطعام بمعني المعيشة والأمان.. وإن كنت علي يقين أن ما تحقق من إنجازات ومشروعات عملاقة يمكن أن تكون هي البنية الأساسية لرفع مستوي المعيشة إلا أن المواطن البسيط والعادي وأبناء الطبقة المتوسطة ينتظر رفعاً لمستوي المعيشة بعيداً عن الأشكال التقليدية للدعم خاصة أن ثقافة المعيشة والحياة في مصر تغيرت بشكل كبير وهناك ارتفاع منطقي وطبيعي سيتم في بعض الخدمات كالمترو والقطارات وقد يستتبع ذلك رفع أسعار لخدمات أخري.. وهو أمر يستوجب أن يكون واضحاً في البرنامج الانتخابي للرئيس حيث إن من يتابع أفعال الرئيس السيسي قبل أقواله يري أن الإنسان المصري البسيط هو الهدف وأن عودة الروح للوطن والمواطن هي الاستراتيجية الرئاسية بوضوح شديد بكل ما تحمله هذه الكلمة من معان.. فمنذ يومين مثلاً تم الإعلان عن البدء في إنشاء أربعة آلاف مصنع صغير خلال عام.. وإن كانت هذه المصانع ستوفر حوالي 40 ألف فرصة عمل فالأهم أنها تجعل من مصر بلداً منتجاً ومصدراً وليس فقط مستورداً ومستهلكاً وبالتالي سيكون هناك ارتفاع منطقي وطبيعي لمستوي المعيشة.. وببساطة شديدة فإن طموح الوطن والمواطن هو الهدف الذي سيكون أساس انطلاق أي مشروعات في المرحلة المقبلة بما يحقق النقطة الرئيسية للبرنامج وهي المواطن المصري ومستوي معيشته والوطن وأمنه وأمانه.
قضية الأمن هي القضية الرئيسية أيضاً.. وقد نجح السيسي في رفع مستوي وكفاءة وتسليح الجيش المصري ليكون واحداً من أهم وأقوي عشرة جيوش في العالم.. غير أن الإرهاب ومواجهته ليست قضية جيوش فقط.. ولكن هناك معارك حربية تخوضها الجيوش مع الأشباح.. وهناك حروب فكرية هي الأهم والأطول زمناً والأكثر جهداً.
وهنا تبرز أهمية الاهتمام بالقوي الناعمة في مصر لمواجهة الإرهاب وأعتقد أن البرنامج الرئاسي للسيسي سيهتم بدعم وصقل المواهب والمبدعين في كل المجالات.
لقد تابعنا نجماً مصرياً في كرة القدم وفقه الله في استغلال موهبته فأصبح نجم القارة الأول ونجم مصر الأول ونجماً مميزاً في دولة احترافه وهي انجلترا.. ولا شك أن محمد صلاح نموذج في صناعة النجم ذي الموهبة ليكون مثلاً وقدوة وقوة ناعمة لصالح وطنه.
عندما فاز صلاح بلقب أفضل لاعب في أفريقيا كان جنون مواقع التواصل الاجتماعي في الفرحة بالخبر.. ورأينا كيف أن الآباء والأمهات يتمنون مشاهدة أبنائهم في المستقبل مثل هذا النجم الخلوق.. فكان درساً عملياً في تأثير القوة الناعمة.
لدينا قوة رياضية أخري وهي لعبة الاسكواش وبرغم أن شباب مصر وفتياتها يتربعون ويتربعن علي عرش اللعبة عالمياً إلا أن صناعة النجم الحقيقية لم تصل إليها بالشكل المطلوب.
مصر تتمتع بالمواهب في كل المجالات في الفن غناء وتأليف وتلحيناً وتمثيلاً وإخراجاً وفناً تشكيلياً.. وفي الأدب قصة وشعرا ومسرحا وفي العلم الابتكار والاختراع.. وفي الدعوة والخطابة وفي الرياضة بكل أنواعها وفي التكنولوجيا بكل أدواتها.. لدينا شباب وبراعم في كل مجالات الإبداع والموهبة يمتلكون القدرات والموهبة لأن يكونوا نجوماً بحق في كل المجالات ولا شك أن دور المؤسسات الأهلية والوزارات المعنية كوزارات التربية والتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي والثقافة إلي جانب وزارة الشباب تستطيع مجتمعة إذا كانت هناك خطة كاملة ومتكاملة تضم كل الأدوات المهتمة بهذا المجال علي مستوي القري والكفور والنجوع قبل المدن.. فمن خلال هذه الخطة إذا نجحنا في تطبيقها أن تصنع نجوماً ونعود للريادة العربية في كل المجالات لتكون هذه المواهب قوة ناعمة لصالح مصر.
الأهم من هذا كله أن هذه المواهب هي الآلة القوية في مواجهة الإرهاب.. ليس بالإبداع وحده وإن كان الإبداع وسيلة من وسائل المواجهة ولكن الاهتمام بالبراعم والشباب ذوي الموهبة يملأ الفراغ الثقافي والفكري لدي معظمهم.. وعندها لن يجد التطرف مكاناً في قلوبهم أو عقولهم.
شبابنا هو حائط الصد.. بل حائط الصواريخ في مواجهة أي غزو فكري من خلال الاهتمام بفكر الشباب وموهبته وخلق نجوم مبدعين في كل المجالات.
الإبداع والحب أقوي وسيلة لمواجهة الإرهاب فالمبدع الحق يمتلك عقلاً حراً وفكراً مميزاً وقلباً لا يعرف الكراهية.. وهذه الصفات أقوي حائط دفاعي ضد أي غزو فكري أو تطرف أو عنف والحب وجه حقيقي للشخصية المصرية الأصيلة لأنها شخصية تعشق الحب.. وتعيش حالات الحب بصدق والقلوب التي تعرف الحب ترفض العنف.. والقلوب التي تعيش بالحب تواجه الإرهاب بقوة.. لأن أعلي درجة من درجات الحب هي حب الله والحب في الله والحب بالله والحب لله ثم حب البشر للبشر.. ثم حب البشر للحياة وحب البشر لما خلق الله من إمتاع ومؤانسة وكل هذا الحب فطرياً وفكرياً ضد العنف والكراهية أي ضد الإرهاب.
عندما نعود للحب والإبداع فإن الإرهاب سيهرب ويبحث عن مكان آخر.. وعندما نعود للحب والإبداع فلن يجد التطرف له مكاناً بيننا.. المواجهة الأمنية مطلوبة الآن وفوراً.. لكن المواجهة الفكرية.. وصناعة المواهب.. وإعادة روح الحب لنفوسنا تحتاج إلي جهد أكبر لأنها لن تواجه الإرهاب فقط.. بل ستلغيه تماماً من حياتنا.. لأنها روح الإيمان الحق.
الذكري المئوية لجمال عبدالناصر
15 يناير من كل عام يكون موعدنا مع الذكري المئوية لمولد الرئيس جمال عبدالناصر رحمه الله.. واليوم تأتي هذه الذكري قبل خمسة أيام فقط من فتح باب الترشح للرئاسة.
وعندما نذكر جمال عبدالناصر اليوم فإننا نذكر زعيماً وطنياً صادقاً في حب الوطن قاد مرحلة النهضة الثانية بعد محمد علي.. وجاء السيسي ليبدأ المرحلة الثالثة في نهضة مصر الحديثة.
جمال عبدالناصر قاد مصر وحورب وتآمرت عليه القوي الاستعمارية بقيادة الصهيونية العالمية لوقف خطة النهضة وإيقاف مسيرة الثورة.. واليوم يتكرر السيناريو ولكن بمخططات صهيونية استعمارية أخطر خاصة أن بعض بني الوطني يساعدون الاستعمار والصهاينة سواء بقصد أو دون قصد.
لقد حقق عبدالناصر العدالة الاجتماعية والاستقلال الوطني وقاد حركات التحرر الوطني في العالم الثالث وقاد حركة الاستقلال الوطني في العالم العربي وحقق الكثير لكن المؤامرات عليه كانت أكبر وأقوي ولا ننكر أنه كغيره من الزعماء لهم أخطاء لكن سنة الحياة أن تخطئ وتصيب ومادمت تسعي لخير وطنك فلك أجران أجر إن أصبت وأجر ان أخطأت.. رحم الله عبدالناصر وكل من سعي لخير الوطن.
سيد أحمد.. وذكراه الرابعة
.. وتمر الأيام بحلوها ومرها.. ونعيش ولا ندري ماذا يحدث غداً.. إلا أن يشاء الله..!!
أمس كانت الذكري الرابعة لوفاة أخي وصديقي وزميلي سيد أحمد سليمان مدير تحرير "المساء" السابق الإنسان.. الخلوق.. العف.. الصحفي المتميز.. صاحب العطاء والأيادي البيضاء.. مات سيد أحمد فجأة شعر بالتعب وهو في طريقه إلي الجريدة.. نزل من سيارته التي يقودها بعد أن تركها في جانب وركب تاكسي وطلب من السائق أن يصل لأقرب مستشفي.. وبعد أن شرح حالته للطبيب دخل غرفة الانعاش.. ساعات وكان قضاء الله وقدره.. ومنذ هذه اللحظات ولم يفارقنا سيد أحمد.. مثله مثل محمود نافع وجمال كمال وسمية أحمد.. وفاروق عبدالعزيز وقائمة من الأصدقاء والأحبة فارقونا دون وداع.. جاء قدر الله فكان ونحن لا نملك لهم إلا الدعاء.
اللهم ارحمهم.. اللهم اقبلهم في عبادك المخلصين المتقين المؤمنين الصادقين.. اللهم اجعل قبورهم وقبور آبائنا وأمهاتنا رياضاً من رياض الجنة وأدخلهم مدخل صدق وأدخلهم الجنة بغير حساب ولا سابق عذاب.. آمين يارب العالمين وألحقنا بهم في جنة الخلد يارب.
همس الروح
** نعم.. لا حياة بدون أمل.. ولا حياة بلا حب.
** الشوق يعني أنك مازلت تحب والاشتياق لوعة الحب.
** الابتسام في وجه أخيك صدقة.. والابتسام في وجه الأحبة حب صادق.
** عندما تحب قولاً.. قد ترتوي.. لكنك بعد قليل ستموت عطشاً..!!
** يموت المحبون حسداً.. وتبقي الروح.
* لا تقل لمن تحب "أموت فيك" بل قل أعيش وأسعد وأحيا بك ومعك.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف