الأهرام
فاروق جويدة
داعش السر الغامض
كان مشهدا غريبا أن يتابع العالم على الشاشات ومواقع التواصل الاجتماعى الطائرات الأمريكية وهى تحمل عناصر داعش وتنقلها من الأراضى السورية إلى جهات غير معلومة.. لم يستطع العالم أن يفسر هذا الموقف هل يدخل فى نطاق الرعاية الإنسانية أم هو تواطؤ واضح وتنسيق بين اكبر دولة فى العالم وعصابة إجرامية.. وإذا كانت هناك علاقة مشبوهة بين أمريكا وداعش فلماذا كان كل هذا الخراب، وهل احتلت أمريكا العراق ودمرته ثم أكملت المهمة من خلال حشود داعش..إن العالم كان يتساءل عن مصادر السلاح المتقدم وفيه الصواريخ وكيف وصلت إلى داعش وما هى مصادر تمويل هذا التنظيم الإرهابى؟ .. إن العالم كان يعلم أن تركيا تشترى النفط، من داعش وأنها كانت تبادل السلاح بالنفط والعالم يعرف أن داعش حصلت على أسلحة متقدمة من أكثر من مصدر ولكن موقف أمريكا من داعش كان دائما يوحى بأن أمريكا بريئة من هذه الأعمال الوحشية التى دمرت العالم العربى .. إن السؤال الأهم إذا كانت الطائرات الأمريكية قد حملت حشود داعش فإلى أين ذهبت بها وأى الدول كانت فى استقبالها، وما هى المهمة الجديدة التى ستقوم بها؟ إن البعض يضع احتمالات أن تكون وقد وصلت إلى تركيا أو إسرائيل بحيث يتم نقلها إلى دول أخرى قيل إنها ليبيا أو سيناء أو الاثنان معا.. ما الذى يجعل أمريكا تنقذ ما تبقى من فلول داعش، وهل ذلك يدخل فى نطاق التنسيق والحماية، وإذا كانت أمريكا قادرة على وقف عمليات داعش فى الأرض العربية فلماذا لم تفعل ذلك من سنوات وتركت هذا التنظيم يدمر العواصم العربية؟!.. إن الغريب فى الأمر أن داعش لم تطلق رصاصة واحدة على إسرائيل ولم تطلق صاروخا فى الأراضى التركية رغم إنها ظلت تحارب سنوات فى سوريا والعراق، وكلاهما على الحدود التركية .. سوف يبقى تنظيم داعش لغزا ويطرح تساؤلات كثيرة كيف ظهر ومن أين تشكل وما هى علاقته بأمريكا وتركيا وإسرائيل.. هناك سر غامض.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف