المصرى اليوم
نيوتن
خطاب إليه
عزيزى إبراهيم..
جمعتنا أيام وأحداث. إلى أن حدث ما حدث. أصابنا جميعاً بشكل غير مباشر. أصاب بعضنا بشكل مباشر. كنت أنت منهم. أصابتك نيران وسهام صديقة. جاءتك ممن كانوا حولك وانفضُّوا. ثم غدروا. غدروا كما يُوصف الغدر فى أمهات الكتب. ما أعرفه عنك أنك لم تتأخر يوماً فى إغاثة ملهوف. لم تردَّ لأحد طلباً إذا كان فى استطاعتك أن تقضيه. نعم لم نتشارك فى عمل أو مصلحة. لكننا تشاركنا فى الود. تشاركنا فى الصفاء. فى مصر وخارج مصر قضينا أياماً.. ضحكنا فيها ملء قلوبنا.

عزائى أننى تمكنت أن أنتزع نفسى من مشاغلى. فى الأسبوع الماضى. زرتك وأنت على فراش المرض. استعدنا بعضاً مما أضحكنا. لن أنسى كلمات أهديتها لى حين هممت بمغادرتك. كلمات ستؤنسنى إلى أن ألقاك: «زيارتك هذه كانت فارقة معى. بل كانت فارقة معنا جميعاً».

تركتك على أمل أن يكون اللقاء قريباً فى القاهرة. تعشمت خيراً فى رحمة الدولة. لكن رحمة الله كانت أسرع منهم جميعاً. استدعاك فوراً حتى لا تستمر معاناتك.

مع ذلك؛ أعتذر لك عن كل ما ألمَّ بك. عن ولدك عمر. الذى ظل حبيساً فى مصر. لم تره على مدى أعوام خمسة. عن منزلك الذى غادرته على أمل أن تعود إليه. عن غدر مَنْ رعيتهم. عمَّن لم يكلفوا أنفسهم مشقة السؤال عنك. عزاؤك الإنسانى ستجده فى كل من حزن على فراقك. عزاؤك العملى موجود فى القلعة التى تركتها خلفك. لتُقدَّر موجوداتها الآن بما يتجاوز المائة مليار جنيه. جاء هذا كله بفضل اجتهادك. واجتهاد من كان حولك. لتبقى الأهرام بإمكانياتها مستمرة للمائة عام القادمة بإذن الله. دائماً رائدة لصناعة الإعلام.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف