الجمهورية
لويس جرجس
أمنيات 2018 ووداع المشاغب صلاح عيسي
مع نهاية كل عام تتجه القلوب والعقول إلي العام الجديد بالأمنيات الطيبة التي يتطلع كل انسان إلي أن تتحقق لكي تكون الحياة أفضل مما كانت عليه في العام المنقضي. واليوم أتطلع ان يتم في 2018 انجاز تكليف الرئيس السيسي للقوات المسلحة والشرطة بتطهير سيناء ـ وكل الوطن ـ من الارهاب في فبراير. وأن يتمكن مسيحيو العريش من العودة إلي مساكنهم التي تم تهجيرهم منها. وان يحتفلوا باعياد الميلاد الجديدة في مدينتهم وبين جيرانهم الذين عاشوا معهم في سلام سنينًا طويلة. كما تمكن مسيحيو الموصل بالعراق من اقامة أول قداس لهم في مدينتهم بعد خروج المتطرفين منها هذا العام.
ترتبط هذه الأمنية بأمنية أن يتم ادراك أن الارهاب ليس يتيمًا. ولكنه يولد من رحم فكر متطرف يقصي الآخر ويحاول القضاء عليه. الارهاب فعل عنيف يقوم علي الاقتناع بفكر متطرف يري الآخر عدوًا. ولذلك فان ضمان القضاء علي العنف الإرهابي هو القضاء علي الفكر المتطرف. بدون ذلك لن نجني من المواجهة المسلحة إلا نتائج مؤقتة.
أتمني أن نشهد انتخابات رئاسية نفتخر بها أمام العالم كله. حيث يتنافس المتنافسون بشرف. دون "صناديق سوداء". وأن يفوز الأجدر بكسب ثقة الشعب بما يقدمه من رؤية وطنية لمستقبل مشرق للوطن بكل فئاته.
وأدعو الله في العام الجديد أن يهدي الأسعار علي المواطن المصري الغلبان. وألا تستمر في توحشها الذي مارسته دون رحمة طوال 2017. وأن ترأف بحاله وتترك له بعض المال يتيح له بعض الترفيه. والحياة الأفضل التي يستحقها مقابل ما يقدمه للوطن من جهد وعرق.
وأتطلع لأن نتوقف عن الاستدانة من الخارج. تطبيقًا للقول الشائع "الدين هم بالليل وذل بالنهار". ويكفي ما تم اقتراضه في السنوات الماضية. الذي يري الخبراء أنه وصل إلي مستوي يدعو للقلق. علينا أن نبحث في دفاترنا علي موارد وثروات محلية غير مستغلة. وأن يتحلي أغنياؤنا بقدر كبير من انكار الذات لمساعدة الوطن علي اجتياز المأزق الاقتصادي الذي نمر به. فلا يعارضون فرض ضرائب تصاعدية تساهم في تطبيق العدالة الاجتماعية التي تحقق الاستقرار الاجتماعي. الذي هو في مصلحتهم أيضًا. مع ضمان ألا يقابل أصحاب الأعمال الضريبة الجديدة برفع أسعار المنتجات. "بالمناسبة. انضم إلي الداعين لفرض هذه الضريبة رجل الأعمال محمد فريد خميس في مقال بالاهرام بعنوان "الضريبة التصاعدية ضرورة وطنية ومسئولية اجتماعية في 13 سبتمبر الماضي".
وأخيرًا عندي حلم "مع الاعتذار للمناضل الأمريكي مارتن لوثر كنج" أن نعرف في العام الجديد معني الاختلاف في الرأي وفي الرؤية دون تخوين أو اقصاء. فالله ـ لحكمة عليا ـ خلق البشر مختلفين ولم يخلقهم علي نمط واحد. سواء في المظهر الخارجي أو التكوين النفسي أو العقلي. وهذا الاختلاف هو الذي يؤدي إلي الوصول للحقيقة وللتطور والتنمية. أما محاولة تعليب البشر في قالب واحد فهو ما يؤدي إلي انهيار الدول والحضارات.
كل الأمنيات الطيبة لمصر وللمصريين بعام أحسن حالا. وكل عام وأنتم بخير.
دمعة:
أبي العام ألا يرحل قبل أن يترك لنا دمعة أخري بفقد واحد من أعلام الوطن الذين دافعوا عن حريته واستقلاله وحقوق الغلابة فيه. إنه صاحب عمود صحفي قديم بتوقيع "المقريزي". كنت أثناء الدراسة في كلية الإعلام "بدايات سبعينات القرن الماضي" أتابعه بشغف في جريدة الجمهورية. يتحدث كاتبه عن وقائع من التاريخ المصري. يشير من خلالها بطريقة غير مباشرة إلي سلبيات في الواقع السياسي المصري المعاصر حينها. ثم عرفت فيما بعد أن كاتب هذه السطور المعبرة هو الصحفي الشاب المشاغب. صاحب القلم المتميز في تدفقه وسلاسته. الدارس المتعمق لتاريخ مصر والناظر له برؤية مغايرة. إنه صلاح عيسي الذي غيبه الموت مؤخرًا. وداعًا استاذي صلاح عيسي ستظل حيًا في "دفتر الوطن".
ولقطة:
حملة أمريكية جديدة لحماية أقباط مصر ...... قديمة العبوا غيرها.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف