بوابة الشروق
عماد الدين حسين
تحية للشرطة والأهالى فى حلوان
فى هذا المكان وجهت انتقادات عديدة لطريقة مواجهة قوات الأمن للعمليات الإرهابية، خصوصا فى عملية طريق الواحات التى أدت إلى استشهاد ١٥ من ضباط وجنود الشرطة فى 21 أكتوبر الماضى. ويومها انتقدت وانتقد غيرى التقصير الفادح فى التعامل الاعلامى مع الحادث.

اليوم ينبغى أن نوجه التحية لجنود وضباط الشرطة واهالى حلوان الذين تصدوا وأحبطوا عملية إرهابية أمام كنيسة مارمينا فى حلوان صباح أمس.

الإرهابيون خططوا لإفساد احتفالات المصريين عموما والاقباط خصوصا بعيد رأس السنة وأعياد الميلاد، ليبعثوا برسالة مفادها: «أننا قادرون على إفساد أعيادكم وأفراحكم».

ما فعله رجال الأمن بالأمس أمام الكنيسة والمواطنون حولها أنهم أدوا واجبهم، ومنعوا دخول الإرهابيين لداخل الكنيسة، وبالتالى منعوا وقوع مجازر كبرى كتلك التى وقعت فى الكنيسة البطرسية بالعباسية، والكنيسة المرقسية بطنطا وكنيسة القديسين بالإسكندرية خلال الشهور الماضية.

الارهابيون ينفذون عملياتهم باعتبار أن استهداف الأقباط سيضمن تحقيق أكبر قدر من الضجة والاهتمام فى جميع وسائل الإعلام العالمية، وسيحرج الحكومة المصرية، ويظهرها بمظهر غير القادرة على تأمين الأقباط.

سيقول البعض ولكن هناك شهداء من الشرطة والشعب سقطوا؟!

نعم سقطوا وهم يدافعون عن الكنيسة، وعدم اقتحامها، وهى رسالة مهمة للإرهابيين بأن عملياتهم فى المستقبل ــ لا قدر الله ــ لن تكون سهلة، وسيجدون رجال الأمن فى انتظارهم.

رجال الأمن طاردوا أيضا الإرهابى الذى فتح النار على اثنين من المسيحيين داخل أحد المحلات قرب الكنيسة، حتى تمكنوا من إصابته، وساعدهم فى ذلك مواطنون عاديون كانوا يمرون فى المكان، أو تطوعوا وبعضهم دفع حياته ثمنا لشجاعته، وهو أمر فى غاية الاهمية ويكشف عن ان البعض قرر الا يكون سلبيا، حتى لو مات شهيدا.

السؤال: إلى أين نحن سائرون فى هذا الملف؟

الإجابة هى أن الإرهابيين يستهدفون الأقباط فى إطار استهدافهم لكل المجتمع، هم يعتقدون أن الاقباط هدف سهل ورخو ونتائجه سريعة المفعول.

وبالتالى فإن هذه العمليات سوف تستمر حتى يتأكد الإرهابيون أنهم لن يحققوا أهدافهم، وحتى تصل رسالة إلى من «يشغلهم» بأن محاولات شق الصف الوطنى بمسلميه ومسيحييه لن تفلح مثلما فشلت طوال أكثر من مائة عام.
السؤال هل يستطيع رجال الأمن حماية كل الكنائس والمساجد طوال الوقت؟

الإجابة المنطقية هى لا، ولا يوجد جهاز أمن فى العالم مهما بلغت كفاءته يستطيع ان يكون مستنفرا طوال الوقت، لكن تستطيع السياسة وقوى المجتمع المدنى أن تساعد رجال الأمن فى أداء مهمتهم.

الصورة عندنا معكوسة تماما، العبء كله يقع على عاتق رجال الأمن فيما يتعلق بمواجهة الإرهابيين، فى حين ان الأحزاب وقوى المجتمع المدنى لا تؤدى دورها. وللأمانة فلا يمكن لومها بنسبة مائة فى المائة على هذا التقصير والسبب أن الحكومة لا تمكنها من ذلك، وتحاصرها وتخنقها طوال الوقت داخل مقراتها، بل وتشق صفوفها من الداخل، وبالتالى يكفر المواطنون بهذه الأحزاب المدنية، ويعتزلون السياسة تماما، أو يهربون إلى الأحزاب والقوى الدينية المتطرفة أو إلى أى شىء يشغلهم فى الحياة.

إذا كانت الحكومة جادة فعلا فى محاربة التطرف فعليها ان تسمح للمجتمع المدنى بأن يساعدها فى ذلك، وأن تفتح الأبواب والشبابيك قليلا حتى يدخل الغرف هواء نقى ليكنس هذا العطن والعناكب التى تعشعش فى أركان كثيرة من المجتمع وتسمح للطفيليات بالنمو والفيروسات بالتكاثر.

شكرا لرجال الشرطة الذين تصدوا للإرهابيين أمس فى حلوان وأمس الأول فى شمال سيناء وخالص العزاء لأسر الشهداء.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف