اليوم السابع
كريم عبد السلام
ترامب لن يستسلم ونتنياهو سيواصل تدمير القدس
إياكم أن تكتفوا بالنصر الرمزى الكبير الذى تحقق بالأمم المتحدة وتصويت 128 دولة ضد قرار ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلى، فالذئب الأمريكى الجريح لن يستسلم للصفعة القوية التى نالها، وسيهز كتفيه ويقول لأصحاب الفضل عليه فى إيباك وأنصاره فى تل أبيب، العبرة بما يحدث على الأرض، وسبق وأن وضعنا أيدينا على أراضى قبائل الهنود الحمر وحبسناهم فى المعازل.

إياكم أن تنتشوا وتعقدوا الآمال بأن الأمم المتحدة المؤسسة هى من سيتولى ردع نتنياهو عن جرائمه بحق فلسطين والفلسطينيين، فهو سيواصل قضم أراضى زهرة المدائن شبرا شبرا، كما سيواصل طرد المقدسيين من بيوتهم والالتفاف حولهم بغابات المستوطنات غير الشرعية والقواعد العسكرية المتحركة وقطعان المستعربين.

القرار الأممى «A-1022» والذى نص على اعتبار أى إجراءات تهدف إلى تغيير طابع مدينة القدس المحتلة، بما فيها قرار ترامب الأحادى، ملغاة وباطلة، هو مجرد بداية لإحياء النضال الفلسطينى والعربى والإسلامى والمسيحى والدولى غير المنحاز فى مواجهة كل أشكال الظلم والعدوان والتمييز والاحتلال، وعلينا أن نسأل أنفسنا كفلسطينيين أولا وعرب ثانيا: كيف نستغل القرار الأممى والزخم الكبير فى الأمم المتحدة لصالح القضية الفلسطينية وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من يونيو 1967؟

علينا أن نسأل أنفسنا: كيف سنحل معضلة البحث عن وسيط محايد لعملية السلام، بعد افتضاح أمر ترامب الصهيونى أكثر من نتنياهو نفسه؟ وكيف نجبر نتنياهو على القبول بالجلوس إلى طاولة المفاوضات والتسليم بالقرارات الأممية حول الدولة الفلسطينية؟

لا يمكن الاعتماد على روسيا وحدها كوسيط بديل لعملية السلام، ولا يمكن الاعتماد على الصين كذلك، لأن واشنطن ستخرب أى مفاوضات محتملة ولن تسمح بالتوصل إلى نتائج عادلة، أيضا البحث عن وسيط أوروبى يحظى بالتنسيق مع واشنطن والقبول لدى جميع الأطراف، هو احتمال ضعيف وأقرب إلى التمنى منه إلى الواقع، لابد قبل حلحلة العملية السلمية أن تشعر تل أبيب أن استقرارها مهدد، وأن أمنها مهدد، وأن اقتصادها مهدد أيضا، وأنها مضطرة إلى الجلوس للمفاوضات والتسليم بالحقوق الفلسطينية المشروعة.

أيضا، لابد أن تعرف تل أبيب أن إقرارها بالحقوق الفلسطينية وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، يعنى مكاسب اقتصادية هائلة وتطبيع علاقات مع الدول العربية والإسلامية كافة، كما يعنى ازدهارا اقتصاديا لمنطقة الشرق الأوسط بكاملها، وهو ما يمكن أن يعود عليها بمنافع ضخمة، لكن من يبلور أطروحة لمفاوضات سلام جديدة تجمع بين الترهيب والترغيب للقط الإسرائيلى؟ بمعنى آخر من يضع الجرس حول رقبة نتنياهو؟
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف