الجمهورية
بسيونى الحلوانى
اللهم لا تؤاخذهم بما فعل السفهاء منهم
لم يغضب شعب من الشعوب العربية والإسلامية للقرار العنصري الظالم للرئيس الأمريكي"ترامب" بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده من تل أبيب الي القدس كما غضب الشعب المصري ولم يتجرأ شعب علي أمريكا ورئيسها كما فعل المصريون من خلال مواقع التواصل الاجتماعي وهي نبض الشعب الحقيقي.. ولم تبادر دولة علي المستوي الرسمي برفض القرار وعدم الاعتراف به كما فعلت مصر.. بل إن تحذيرات مصر من تداعيات هذا القرار علي جهود السلام وعلي أمن واستقرار العالم بدأت قبل إعلانه من خلال الخارجية المصرية ومن خلال شيخ الأزهر وكل مؤسسات الدولة.. ولم يرفض مسئول في دولة عربية أو إسلامية استقبال نائب الرئيس الأمريكي في خطوة شجاعة كما رفض الإمام الأكبر د.أحمد الطيب شيخ الأزهر وقداسة البابا تواضروس بابا الكنيسة المصرية.
والواقع أن رد الفعل الغاضب لمصر دولة وشعبا ورئيسا كان تلقائيا والدافع إليه هو الشعور بالمسئولية تجاه القضية الفلسطينية فمصر تحمل هذه القضية علي أكتافها منذ بدايتها وقدمت تضحيات من أجل فلسطين وأزماتها لم تقدمها أية دولة أخري.. وحقائق التاريخ تؤكد أن المسلمين عموماً والعرب علي وجه الخصوص لم يقدموا خُمس ما قدمته مصر لدعم القضية الفلسطينية وإغاثة الشعب الفلسطيني ومناصرة قضيته العادلة.. وفي كل الأزمات التي مرت بها القضية والمواجهات التي خاضها الفلسطينيون مع إسرائيل كانت مصر حاضرة وفاعلة ومواقفها مؤثرة دولة وشعبا. والمصريون قدموا كل أشكال الدعم المادي والمعنوي والانساني للشعب الفلسطيني ولم يقدموا خطبا إنشائية لم يلتفت لها أحد كما فعلت بعض الدول وفي مقدمتها تركيا التي تجمل صورتها بكلمات في الهواء يرددها رجب طيب أردوغان.. ثم يتعاون مع إسرائيل عسكريا واقتصاديا في كل المجالات!!
*****
لذلك.. فإن بعض الحمقي من الفلسطينيين المأجورين من قطر وتركيا والذين يحاولون الإساءة الي مصر من خلال بعض الصور والكليبات المسيئة وتداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي لن يستطيعوا تشويه صورة مصر ولن يضعفوا من مشاعر المصريين تجاه قضية القدس والتصدي للقرار الأمريكي الجائر فنحن كدولة وشعب ندرك جيدا أن وراء هذه الصور وتلك الكليبات والأصوات النشاز التي انطلقت من بعض المساجد تردد أدعية ضد مصر أحقاد دفينة تريد الوقيعة بين الشعبين وتريد في الوقت نفسه أن تصرف المصريين عن التعاطف والتضامن مع الفلسطينيين ولو حدث هذا لماتت القضية الفلسطينية للأبد.
هذه القلة الحمقاء من الفلسطينيين لا يعرفون قدر مصر وحجم تضحياتها من أجلهم مع أنهم لو بحثوا من خلال الهواتف التي يحملونها عن عطاء وتضحيات مصر من أجلهم لأخبرتهم الحقائق التاريخية أن مصر قدمت للفلسطينيين في كل العهود السابقة والآن كل ما تستطيعه من دعم سياسي واقتصادي ولم تتخل الدولة المصرية عن واجبها القومي تجاه فلسطين وشعبها في أي وقت.. ويكفي أنها استطاعت خلال الأسابيع الماضية جمع شتات الفلسطينيين رغم حجم الصراع والكراهية والعداء بينهم.
عودوا-أيها الحمقي- بذاكرتكم الي الوراء وتذكروا كم سيدة مصرية بسيطة قدمت مصاغها الذي لا تمتلك غيره لمساعدة إخوانها وأخواتها في غزة؟ وكم طفلا مصريا قدم مصروفه البسيط لكي يوفر احتياجات أطفال فلسطين؟ وكم قافلة إغاثة شعبية توجهت الي غزة تحمل الغذاء والدواء والكساء وكل متطلبات الحياة لإخوانهم المحاصرين؟
حدث هذا رغم الأذي الذي لحق بمصر وشعبها من بعض الفصائل الفلسطينية في غزة والتي وردت لنا عبر الأنفاق أكثر البشر شرا وحقدا علي مصر ولا يزال يصيبنا منهم كثير من الأذي حيث يدعمون ويتسترون علي الجماعات الإرهابية التي تواجهها أجهزة الأمن في سيناء.
******
حماسنا للدفاع عن القضية الفلسطينية لن يفتر وموقفنا الثابت من حقوق الفلسطينيين لن يتغير مهما حاول الأشرار الوقيعة بيننا وبين الفلسطينيين وكل ما نرجوه من عقلاء فلسطين أن يتصدوا لهذه القلة المأجورة عندما تمارس إسفافها وتعبر عن مشاعر الحقد تجاه مصر.
علي عقلاء فلسطين أن يوقفوا هؤلاء الحمقي وأن يعيدوهم الي صوابهم لكي تظل العلاقة بين الشعبين في صورتها الطبيعية وأن يواصل المصريون دعمهم لحقوق الشعب الفلسطيني وتقديم كل مساعدة تفرضها تعاليم ديننا وحقوق الإخوة والجوار.
السياسيون والمثقفون الفلسطينيون العقلاء يدركون حجم ما قدمته وتقدمه مصر لتحقيق وحدتهم ولم شملهم ومناصرة قضيتهم.. لكن بعض الحمقي يمارسون شططا سياسيا وفكريا ويوجههم أعداء قضيتهم من خارج الأراضي الفلسطينية وهؤلاء إذا لم يتصد لهم العقلاء فقد تتحقق بعض أهدافهم ويلحق بهم وقضيتهم ما لا تحمد عقباه ويجدون أنفسهم يواجهون وحدهم أبشع قوة احتلال في التاريخ.
مصر هي السند الحقيقي للفلسطينيين في كل الأزمات وبدون مصر ستموت القضية الفلسطينية وسيظل الشعب الفلسطيني مشتتا وضائعا في كافة دول العالم.
أسلوب خلط الأوراق الذي يجيده بعض الفلسطينيين لن يثنينا عن دعم إخواننا في فلسطين سياسيا واقتصاديا وهم يواجهون أبشع صور البلطجة الدولية فالشعب المصري لن يتأثر بسفاهة بعض الفلسطينيين وتطاولهم علي مصر وتبجحهم في التطاول علي الدولة التي تفتح أبوابها لهم وتحتضنهم وتتبني قضيتهم في كل وقت.
ستظل مصر تقدم للقضية الفلسطينية كل ما تستطيع من دعم سياسي واقتصادي وإنساني.. لن يتأثر المصريون بشطط وشذوذ بعض الفلسطينيين.. فقدر مصر أن تعطي لإخوانها العرب وأن تتلقي الطعنات من الجاحدين والعاقين منهم.
قدر مصر- وهي الكبيرة- أن تتحمل شطط ومراهقة الصغار
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف