الجمهورية
جمال هليل
للنجومية وجوه كثيرة !
لكل نجم "هلة" أو "طلة" يتميز بها لدي الجماهير التي تعشقه. ينطبق ذلك علي الفن والرياضة باعتبارها مجالات إبداعية تعتمد في المقام الأول علي الموهبة والخبرة والقدرة علي الإبداع.
في الفن مثلاً يظل المطرب مبدعاً حتي تحفظه الجماهير حتي من نغمة صوته وهو يتحدث في برنامج.. فما بالك عندما يغني ويطرب. ينطبق ذلك علي الموسيقي المبدع الذي تستطيع أن تميز موسيقاه بمجرد سماعها مثلما يحدث من عمر خيرت المبدع الرائع!!
في الرياضة الأمثلة كثيرة. لأن الموهبة شيء نادر وكلما تم صقل تلك الموهبة ازداد اللاعب تألقاً وإبداعاً. لكن الغريب أن اللاعب المبدع قد يختلف من مباراة لأخري ويتغير مستواه بناء علي الفريق الذي يلعب فيه!!
أتحدث عن جون أنطوي اللاعب الأفريقي القوي. الهداف. عندما يلعب للأهلي لا يقدم ما يعكس توهجه. وعندما يتركه الأهلي لفريق آخر مثل المقاصة تتفتح أمامه الشباك وتسقط أمامه كل الدفاعات ويصعد إلي قمة الهدافين في الدوري بسرعة الصاروخ.
إذاً مَن المخطئ؟!! والعيب في مين؟!
هل في اللاعب الذي يتغير مستواه مع تغير الظروف المحيطة والفريق الذي يلعب له.. أم في المدرب الذي لا يجيد استنفار مهارات اللاعب واستغلالها حتي يصل لدرجة التألق؟!!
جون أنطوي انتقل للأهلي منذ سنوات ثم سرعان أن تركه الأهلي ليتألق في المقاصة ويصبح هداف الدوري.. فأعاده الأهلي من جديد ليجلس علي دكة البدلاء ويشارك أحياناً حتي تمت إعارته من جديد ليستعيد بريقه وتوهجه ويحتل صدارة الهدافين حتي الآن!!
هنا لابد أن نقارن بصدق وشفافية حتي لا نظلم اللاعب أو المدرب!!
فكيف لا يتألق في الأهلي الذي يملك أفضل اللاعبين في شتي المراكز ويقدمون خدمة فنية متكاملة للاعب الهداف.. لكنه لا ينجح!!
وكيف يتألق في فريق مثل المقاصة ويصبح هدافاً رغم أن كل الإمكانات المساعدة له داخل الملعب أقل منها في الأهلي بمراحل كثيرة؟!
الإجابة واضحة!!
لأن فكر كل مدرب يختلف عن الآخر وتوظيف اللاعب داخل الملعب مشكلة كبيرة. وعندما يطلب المدرب من اللاعب أن يكون هدافاً فمن الضروري أن يوفر له المساعدة الكاملة في شتي اللاعبين حتي يتمكن النجم من التهديف!!
هذا ما حدث مع جون أنطوي في الأهلي الذي كله نجوم يتسابقون في التهديف وتحقيق المزيد من النجومية.. وبين المقاصة الذي يلعب كرة جماعية ويهيئون الفرص لجون أنطوي الذي يجيد استغلال الفرص والتهديف.
جون أنطوي يتميز بالقوة والمهارة العالية والسرعة داخل منطقة الجزاء. عندما يلعب بلا ضغوط يبدع. وعندما يشعر أن هناك في الفريق من ينافسه علي التهديف ويمنع عنه الفرص.. تتوقف عنده ماكينة الأهداف!
هذا هو الفارق بين جون أنطوي في الأهلي من قبل.. وأنطوي الآن.. وما هو قادم لو عاد للأهلي من جديد!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف