الأخبار
حسين حمزة
بكل صراحة - إلي قلب وزيرة الهجرة

جاءني صوتها عبر الهاتف المحمول.. دامعاً.. مرتعشاً.. حزيناً.. قالت الأم العجوز: أنا عمري سبعون سنة، أعيش بمركز مغاغة ومنذ عدة سنوات وأنا أعاني أكبر مشكلة واجهتها في حياتي، ابني »هيثم»‬ شاب كان يحلم مثل كل الشباب أن يسافر للخارج ويبني مستقبله ويتزوج.. عام ٢٠٠٦ ربنا أكرمه بعقد لدولة الكويت سافر وعمل هناك في أكثر من شركة في مجال الموبايلات أو العطور.. جرفته دوامة الغربة حتي وقع في مشكلة لم يكن يتوقعها في الشركة التي كان يعمل بها مؤخرا بمحافظة »‬الجهرة» حسب علمي، انكسر عليه مبلغ مالي عجز عن سداده، فمنعوه من السفر ويعاني صعوبات لا يتحملها بشر هناك.. وكأن الدنيا أوصدت أبوابها في وجهه.. لا يملك سوي البكاء وإحساس قاتل بالعجز والانكسار يتملكه بعد أن ضاقت به السبل للعودة إلي مصر.. وأنا هنا أعيش في عذاب يفوق قدرات البشر، أبكي مأساة ابني وبعده عني طوال أحد عشر عاما حتي الآن.. هزمني المرض وأرقدني الفراش ولم يعد لي أمل واحد في الدنيا أعيش من أجله سوي أن أري هيثم قبل أن ألقي ربي.. أرجوك ساعدني في تحقيق أملي الوحيد.. هل كثير علي أم أن يكون كل طموحها في الدنيا أن يعود ابنها إلي أحضانها وتراه قبل أن تلقي ربها؟.
انتهت المكالمة مع الحاجة عواطف، لكن الأمل في الله لم ينته.. فلم تمر لحظات حتي اهتديت إلي طريق الأمل.. الدكتورة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة والمصريين بالخارج التي تبذل جهودا كبيرة وتصل الليل بالنهار لمتابعة متاعب ومشاكل العاملين بالخارج بمنتهي الاهتمام، ولا تكل أن تسافر لأي دولة لحل مشكلة أي مصري بها وسبق أن كتبت عنها في هذا المكان انها من أكثر وزراء الحكومة جهدا وعطاء لا ينكره أحد.. أعلم أن قصة هذا الشاب ونداء هذه الأم سيلقي اهتماما خاصا من الوزيرة.. أتمني أن تمسح أحزان الأم وتعيد هيثم إلي وطنه.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف