طارق مراد
هاتريك - صلاح الأسطورة.. والكرة الذهبية
مبروك لكرة القدم المصرية الإنجاز الجديد والتاريخي الذي حققه سفيرها فوق العادة واسطورتها في القرن الحادي والعشرين النجم الموهوب الفذ محمد صلاح والذي توج عن جدارة واستحقاق بجائزة الـ "بي بي سي" كأحسن لاعب أفريقي لعام 2017.
وهو إنجاز يستحقه هذا النجم الفذ والذي أصبح أحد أهم نجوم الكرة العالمية وليس الأفريقية فحسب بفضل مهاراته الفذة في فنون الساحرة المستديرة كهداف وصانع ألعاب وبما حباه به الله من سرعة فائقة غير مسبوقة في تاريخ لاعبي كرة القدم ليس في مصر فقط بل وعلي مستوي قارتنا الأفريقية ووطننا العربي وهو ما جعله في مصاف أفضل نجوم الكرة في العالم في المرحلة الحالية.
وفي الوقت نفسه سنجد أن محمد صلاح منذ نعومة أظافره في الملاعب الخضراء يتمتع بشخصية قوية وإرادة قوية علي تطوير مستواه الفني والبدني والذهني وصقل مواهبه ودعم خبراته في فنون اللعبة مع كل تجربة يخوضها سواء عندما كان لاعباً مميزاً في المقاولون العرب وعندما بدأ رحلة الاحتراف بداية من بازل السويسري مروراً بأندية تشيلسي الإنجليزي ثم بناديي فورنتينا وروما الإيطاليين وصولاً لنادي ليفربول العملاق أحد أهم وأشهر أندية الكرة الإنجليزية والعالمية بناء علي رغبة مدربه الألماني الشهير يورجن كلوب الذي يؤمن بموهبته.
ومع ليفربول استفاد محمد صلاح من أسلوب مدربه الألماني والذي منحه حرية التحرك والابتكار والإبداع في الملعب ليصل نجمنا الأسطورة المصرية لقمة مستواه ومرحلة النضج في فنون الساحرة المستديرة وتتوالي معها إبداعاته وإنجازاته حتي أصبح هداف الدوري الإنجليزي أقوي وأصعب وأغلي وأشهر دوريات العالم.. ثم استطاع هذا اللاعب بعزيمة الرجال وموهبته الفذة وأهدافه التاريخية أن يقود منتخب الفراعنة لإنجاز تاريخي بالتأهل لنهائيات بطولة كأس العالم بروسيا 2018 ومن قبلها أعاد صلاح الأسطورة أمجاد الفراعنة بالقارة السمراء بالصعود لنهائي كأس الأمم الأفريقية بعد غياب وعجز وخروج مخيب للآمال من التصفيات الأفريقية في ثلاث بطولات متتالية.. فكان مركز الوصيف للفراعنة في الجابون.
ولعلنا نتفق أن هذا التطور السريع في مستوي الاسطورة محمد صلاح وتوالي إنجازاته التاريخية وراءه لاعب دمث الخلق ومخلص يتمتع بالانضباط والالتزام الشديد في حياته داخل الملعب وخارجه.. لقناعته بأن الله حباه بموهبة وأن من واجبه الحفاظ عليها بالتحلي بسلوك اللاعب المحترف والذي يطمح للبقاء في الملاعب لأطول فترة ممكنة ورفع قيمته التسويقية.. وتلك أحد أهم أسرار ما يحققه من إنجازات وهو ما يجعله نموذجاً يحتذي به لكل شاب مصري يطمح للنجاح والتفوق في حياته العملية والعلمية والاضطلاع بدوره في بناء وطنه.. فصلاح دائماً ساجد لله ويحمل في عقله وقلبه هموم وطنه وطموحاته فلم ينفصل عنه أبدا.
ولذلك بات نادي ريال مدريد الإسباني أشهر الأندية يسعي بقوة لضمه وخطفه من ليفربول.
وأري أن نجاح الاسطورة المصرية محمد صلاح في التتويج بجائزة الـ "بي بي سي" العريقة بعد تفوقه واضح علي باقي منافسيه علي الجائزة أمثال ساديو ماني وأبومبيانج وموسيس ونابي كيتا يؤكد أن الكرة الذهبية للاتحاد الأفريقي "الكاف" في طريقها لأحضان الاسطورة المصرية كونه بات الأحق بها طبقاً لإنجازاته هذا العام في الدوري الإنجليزي ومنتخب بلاده بالأرقام بالإضافة لارتقاء مستواه الفني والبدني لقمة العطاء والإبداع.. وتتويج صلاح بجائزة الكاف حلم ينتظره الملايين من عشاق الكرة المصرية كونه إنجازاً لم يحققه نجوم الكرة المصرية إلا مرة واحدة في تاريخها عندما توج بها أسطورة القرن الماضي محمود الخطيب نجم النادي الأهلي ومنتخب مصر السابق.
وندعو الله أن يحمي هذه الأسطورة المصرية ويكفيه شر الإصابة وأن يحقق حلم الملايين في تتويجه بالكرة الذهبية الثانية في تاريخ الكرة المصرية.