طارق الأدور
الانتخابات بين الأهلي والزمالك !!
بقدر سعادتي بحالة الديمقراطية الرائعة التي شابت انتخابات الأهلي. بقدر تحفظي علي الملايين التي أنفقت من أجل تلك الانتخابات التي يجب أن نقدر جميعاً أنها أسفرت عن رأي صادق للجمعية العمومية بفوز الأحق بقيادة النادي.
أعجبني جداً الإقبال منقطع النظير للأعضاء بعدد وصل إلي رقم قياسي تاريخي للنادي الأهلي بحضور 37 ألف عضو. وهو عدد أسطوري إذا وضعنا في الاعتبار أن الجمعية العمومية أقيمت علي يوم واحد. وحتي السابعة مساءً فقط. قياساً بما حدث في الزمالك من حضور 43 ألف عضو علي يومين. وحتي العاشرة مساءً في يومي الانتخابات.
العنصر الإيجابي كان في التصريحات الجيدة من جبهتي الصراع علي الرئاسة وعضوية مجلس الإدارة. التي كانت تبرز التحضر الكبير في ثناء الفائز علي الفترة التي قضاها طاهر رئيساً لمجلس الإدارة. وشكر الخاسر لأعضاء الجمعية علي منحهم تلك الأصوات وتمنياتهم بالتوفيق لمجلس الخطيب. حتي لو بعيداً عن القلب!!
وسبب الثناء علي تلك النقطة أنها لم تكن كذلك عقب انتهاء انتخابات الزمالك. والدليل حالة الصراع التي يعيشها المجلس الذي نجح في الانتخابات حتي الآن. وحالة عدم الاستقرار داخل النادي.
وسر سعادة الأهلاوية من الجمهور العادي ممن هم ليسوا أعضاء عاملين بالنادي بنجاح الخطيب أنه يمثل لهم رمزاً رياضياً جعل الكثير يعشق كرة القدم من خلاله. بجانب أنهم سعدوا لنجاج مجلس ارتبطوا به طويلاً واقترن في ذاكرتهم بتحقيق الإنجازات. وبخاصة في مطلع القرن الحالي.
ولم تكن جماهير الأهلي علي وفاق مع المجلس السابق لأكثر من سبب أهمها أنهم شعروا أن مجلس طاهر أهدر الكثير من قيم الأهلي التي عاشوا عليها دائماً. وكانت ومازالت منذ عصر مختار التتش. دستوراً يقود النادي ويرسخ مبادئه. وهو أمر لم يحدث في المقابل بين جماهير الزمالك التي تري أن نتيجة الانتخابات فرضها أعضاء الجمعية العمومية الذين لا يبغون سوي كرسي وشمسية للاستمتاع بالجلوس داخل النادي في الوقت الذي تتركز فيه نظرة الجمهور علي الإنجازات الرياضية وبخاصة الكروية.
العناصر السلبية في انتخابات الأهلي كانت في الإنفاق الباهظ علي الانتخابات وصلت إلي تحمل كل عضو في مجلس الإدارة لأكثر من مليون جنيه. نظير الدعاية حول النادي. وفي شوارع القاهرة والميادين وعلي الإعلانات الثابتة والبانارات بشكل يفوق ما حدث في أي انتخابات في التاريخ. وربما يفوق ما ينفقه مرشح مجلس الشعب الذي يضرب به المثل دائماً في الإنفاق علي الانتخابات.
ولمست سؤالاً يدور في ذهن العديد من المحيطين بالأحداث ومن الشعب المصري بشكل عام. وهو: لماذا إنفاق هذه الملايين علي انتخابات من أجل عمل عام يفترض أنه عمل تطوعي.
المهم كل الأمنيات بالتوفيق لمجلس الأهلي والزمالك أياً كانت النتائج متوافقة أو متعارضة مع رغبات جماهير القطبين ممن هم ليسوا أعضاء في الجمعية العمومية. ولكن الأهم أن يعلم الجميع أن الأقلام لن تتوقف عن الإشادة بالناجح الذي يعمل من أجل ناديه دون انتظار للمقابل. وأنها أيضاً لن تتوقف عن انتقاد من يعتقد أنه رئيس لعزبة يملكها ويعتقد أنه يتحكم في مصائرها.