المساء
محمد أبو الحديد
مناوشات - وزير الخارجية أمام البرلمان
أكثر التصريحات إثارة للإنزعاج لدي أي مواطن مصري. هو ما أعلنه وزير خارجيتنا سامح شكري أمام منتدي حوار البحر المتوسط. من أن مصر ممنوعة من الحصول علي بعض معدات المراقبة والكشف عن المتفجرات.
دولة تخوض أعتي المعارك ضد الارهاب الذي يقتل العديد من مواطنيها ومن رجال جيشها وشرطتها كل يوم ممنوعة من الحصول علي ما يساعدها علي الدفاع عن نفسها وحماية مواطنيها.. كيف؟!
إن أخطر مشكلتين تعاني منهما مصر في معركتها ضد الإرهاب هما تسلل الإرهابيين إلي أراضيها عبر حدودها علي الاتجاهات الاستراتيجية الشرقية والغربية والجنوبية. وزرع المتفجرات علي الطرق التي تمر بها مركبات الجيش والشرطة محملة بالجنود أو بالذخائر لقتال الإرهابيين.
إن هذا الاعلان من جانب وزير الخارجية تأخر كثيراً فقد كان لابد أن يعرف الرأي العام المصري هذه الحقيقة في وقت مبكر حتي يدرك حجم الصعوبات التي تواجهها الدولة في هذه الحرب. وسبب التضحيات التي تتكبدها قوات جيشنا وشرطتنا. فلا ينسب البعض ذلك إلي إهمال أو تقصير محليين.
ولا أعتقد أن هذا التصريح يجب أن يمر بسهولة.
إن البرلمان مطالب بإسم الشعب أن يدعو وزير الخارجية إلي جلسة. سواء للمجلس ككل. أو للجان ذات الصلة. وهي لجان الشئون الخارجية والأمن القومي وغيرها. لكي يجيب عن أسئلة مهمة يثيرها هذا التصريح. وربما لم يتسن للوزير الحديث باستفاضة حولها في المنتدي.
مصر ممنوعة من الحصول علي بعض معدات المراقبة والكشف عن المتفجرات؟! لماذا؟! وممنوعة ممن؟! وهل هو منع مؤقت مرتبط بظرف طارئ ينتهي المنع بزواله. أم منع دائم؟!
هل هذا المنع عقوبة فرضت علي مصر لسبب ما؟! هل المنع مرتبط بمعاهدة السلام مع إسرائيل؟! هل مرتبط بقرارات من الأمم المتحدة؟! هل مصر حالة خاصة في ذلك أم هو منع عام مفروض علي مجموعة من الدول؟!
هذه كلها أمور يجب أن تخضع للمكاشفة. لأنها تتعلق بحياة كل المصريين في إحدي أعتي حروب مصر في العصر الحديث.
ثم ما هو موقفنا تجاه هذا المنع. وتجاه من يحولون بين مصر وبين حقها الشرعي في الدفاع عن النفس المنصوص عليه في ميثاق الأمم المتحدة. ومقرر لكل أعضاء المنظمة الدولية؟!
يجب كسر هذا المنع.. والحصول علي ما يحتاجه أمننا القومي من أسلحة ومعدات من أي مصدر. وبأي طريقة. ولو من المريخ. فهذا أمر ليس ولا ينبغي أن يكون محل نقاش. ولا انتظار لما يسمح به غيرنا أو يمنعه. أياً كان هذا الغير. وأبناؤنا يموتون كل يوم بسبب نقص هذا النوع من الأجهزة والمعدات.
في ظل كل معاهدات حظر انتشار الأسلحة النووية. حصلت الهند وباكستان في حقبة السبعينيات من القرن الماضي علي أسرار القنبلة النووية وصنعتها كل منهما.. وفي ظل كل الاتفاقيات التي تقضي بالتفتيش علي هذه الاسلحة. تمتلك اسرائيل ترسانة نووية تتحدي هذه الاتفاقيات ولا تخضع للتفتيش.
وأخيراً.. أين عبقرية المصريين التي نسفت خط بارليف بخراطيم مياه. وطورت أسلحة سوفيتية منتهية الصلاحية وحاربت بها احدث الأسلحة الأمريكية في أكتوبر 1973. وانتصرت بها علي اسرائيل؟!
لماذا لا نحصل بأي طريقة علي تكنولوجيا ما ينقصنا. أو نطور نحن ما بأيدينا. بعقولنا وخبراتنا تحت شعار: الحاجة أم الاختراع؟!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف