الأهرام
عبد الرحمن سعد
أعمال صغيرة بأجور عظيمة
لا يحتقِرُ المُسلمُ أيَّ عملٍ صالحٍ؛ لأنه لا يدري ما الذي يُدخِلُه الجنةَ منه. أخرج مسلم في صحيحه من حديث أبي ذر، رضي الله عنه، قال: قال لي النبي، صلى الله عليه وسلم: "لَا تَحْقِرَنَّ مِنْ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا، وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ بِوَجْهٍ طَلْيقٍ".
وفي رواية عند أحمد، من حديث أبي جُرَيّ الهُجَيْمي، قال: "أتيت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقلت: "يا رسول الله: إنا قوم من أهل البادية فعلمنا شيئا ينفعنا الله تبارك وتعالى به، قال: لا تحقرن من المعروف شيئا، ولو أن تفرغ من دلوك في إناء المستسقي، ولو أن تكلم أخاك، ووجهك إليه منبسط، وإياك وتسبيل الإزار فإنه من الخيلاء والخيلاء لا يحبها الله عز وجل، وإن امرؤ سبَّك بما يعلم فيك فلا تسبه بما تعلم فيه فإن أجره لك، ووباله على من قال". (قال شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح).

ويُنعِمُ اللهُ، سبحانه، على العبد، بنِعَمه السابِغة، فإذا حمده عليها؛ غفَرَ له ذنبَه. قال، صلى الله عليه وسلم: "إن الله ليرضى على العبد يأكل الأكلة فيحمده عليها، ويشرب الشربة فيحمده عليها". (رواه مسلم).

وفي إفشاء السلام، وإطعام الطعام، وصلة الأرحام، والصلاة بالليل، ورد الحديث عن عبد الله بن سلام، رضي الله عنه، قال: "لما قدم رسول الله، صلى الله عليه وسلم، المدينة", انجفل الناس إليه (أي: ذهبوا مسرعين إليه). وقيل: "قدم رسول الله, قدم رسول الله", فجئت في الناس لأنظر إليه فلما استثبت وجه رسول الله، صلى الله عليه وسلم- عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب, وكان أول شيء تكلم به أن قال: أيها الناس, أفشوا السلام, وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام, وصلوا بالليل، والناس نيام, تدخلوا الجنة بسلام ". (صحيح الجامع والسلسلة الصحيحة).

وفي ذلك قال، صلى الله عليه وسلم، أيضا: "إن في الجنة غرفا يُرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها، أعدها الله تعالى لمن أطعم الطعام، وأفشى السلام، وصلى بالليل، والناس نيام". (حسنه الألباني).

وفي "صحيح البخاري"، ورد أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم. قال: "أربعون خصلة، أعلاهن منيحة العنز، ما من عامل يعمل بخصلة منها رجاء ثوابها، وتصديق موعودها، إلا أدخله الله بها الجنة". قال حسان: "فعددنا ما دون منيحة العنز، من رد السلام، وتشميت العاطس، وإماطة الأذى عن الطريق، ونحوه، فما استطعنا أن نبلغ خمس عشرة خصلة".

وتعني "منيحة العنز" أن يقدم المرء عنزاً لفقير يحلبها، ويستفيد من لبنها وصوفها، ثم يعيدها إليه. ويدخل في ذلك كل أنثى من بهيمة الأنعام.

صلة الرحم

من وصل رحمه؛ بارك الله في رزقه، ومدَّ في عمره. قال، صلى الله عليه وسلم: "من أحب أن يُبسط له في رزقه، وأن يُنسأ له في أثره؛ فليصل رحمه". ‌("صحيح الجامع").

وفي رواية عند البخاري: "من سرَّه أن يُبسط له في رزقه، أو يُطال له في أثره؛ فليصل رحمه".

ومرغبا في وصل الرحم عند قطعها، قال، صلى الله عليه وسلم، أيضا: "ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا انقطعت رحمه وصلها". ‌(صحيح). ‌

عيادة المريض

من عاد مريضا، يبتغي بذلك وجه الله؛ صلَّى عليه سبعون ألف ملك، وأدخله الله الجنة. قال، صلى الله عليه وسلم: "ما من امرئ مسلم يعود مسلما إلا ابتعث الله سبعين ألف ملك يصلون عليه في أي ساعات النهار كان حتى يمسي، وأي ساعات الليل كان حتى يصبح". ‌(صحيح الجامع).

وقال، صلى الله عليه وسلم: "إذا عادَ المُسلمُ أخاه المُسلمَ لم يزَل في خُرْفَة الجنة حتى يرجع". قيل: يا رسول الله.. وما خُرْفَة الجنة؟ قال: "جَنَاها". (رواه مسلم).

الزيارة في الله

ومثل عيادة المريض في الثواب الزيارة في الله. عن أبي هريرة، رضي الله عنه، أن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: "من عاد مريضا، أو زار أخا له في الله، ناداه مناد: أن: "طبت وطاب ممشاك، وتبوأت من الجنة منزلا". (حسنه الألباني في "صحيح الجامع").
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف