الأهرام
جمال نافع
عبر الاثير معضلة النظافة في مصر
هل أصبحت مشكلة النظافة في مصر من المشكلات المستعصية التي فشلنا تماما في حلها، فمنذ أن قررت الحكومة الاستغناء عن جامعي القمامة من المنازل، وإسناد مهمة جمعها الي شركات أجنبية، وتم التعاقد معها بملايين الجنيهات أو الدولارات، وفرضوا رسوما للنظافة علي كل شقة ومحل يتم دفعها قصرا مع فاتورة الكهرباء، والمشكلة تزداد تعقيدا وسوءا. ورغم تغير وتعدد المحافظين، ورؤساء الأحياء، ومسئولي هيئة النظافة في القاهرة الكبري، إلا أن جميع وعود المسئولين ذهبت أدراج الرياح، فقد وعدونا بانتهاء عصر «الزبال الذي يقود عربة بحمار» في مشهد غير حضاري، ووعدونا بأن الشركات الأجنبية ستجمع القمامة صباحا ومساء، وأنها ستستخدم سيارات حديثة وستكون العاصمة نموذجا للعواصم الأوروبية، ولكن واقع الحال يقول إن العاصمة تعاني مشكلة مستعصية اسمها النظافة، فقد اختفي «الزبال»، فقالوا أن علي المواطن أن يرمي بنفسه مخلفاته في صناديق القمامة في الشوارع، ثم اختفت الصناديق أيضا، ولم يعد أمام المواطن إلا أن يتعامل مع «الزبالين» مرة أخري، ويدفع رسوم نظافة مع فاتورة الكهرباء، دون أن يحصل علي الخدمة كما يجب. حتي مترو الأنفاق، فقد أزال جميع صناديق القمامة به، وعلق ملصقات «حافظوا علي النظافة» و«النظافة من الإيمان»، فاضطر الركاب لترك مخلفاتهم من علب العصير وغيرها علي أرصفة المحطات. وقد أعلن محافظ القاهرة أنه بصدد تقييم إيجابيات منظومة النظافة الجديدة بالمعادي من انتظام المتعهدين بجمع القمامة من المنازل والمحلات مما أسهم بصورة فعالة في عدم وجود مخلفات ملقاة بالشوارع وكذلك رفع كل الصناديق في اطار الحي والذي أسهم بإيجابية في القضاء علي ظاهرة النباشين. فهل تنجح تجربة محافظ القاهرة في حي المعادي حتي يتم تعميمها علي بقية أحياء العاصمة؟ نتمني.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف