الوفد
عباس الطرابيلى
هموم مصرية - غليون .. بشائر الخير
هذا هو المعنى الحقيقى لتعبير: يد تبنى. ويد تحمل السلاح. تلك هى مصر.. الحديثة
لم تشغلها الأعمال الإرهابية التى تواجهها البلاد من أكثر من اتجاه.. فانطلقت تبنى.. لأن هدف الإرهاب هو «إيقاف» عملية التنمية والبناء.. بأى ثمن هنا يكون التحدى الحقيقى.. وفى أهم قطاع تحتاجه البلاد: توفير الغذاء.
ذلك أننا كنا نتعجب: رغم وجود بحر عظيم فى الشمال. وبحر لا يقل عظمة فى الشرق.. والعديد من البحيرات والخلجان ومجرى النيل وبحيرة السد.. ورغم ذلك نستورد الأسماك والجمبرى من كل مكان، وأى مكان.. حتى ولو كانت باسم «الباشا» وهى أسماك يربيها غيرها فى مياه المصارف!!. ولا داعى لذكر أسباب عجز الإنتاج المحلى السابق من الأسماك.
ولكن أبرز ما يشدنى لمزارع السمك والجمبرى فى بركة غليون هو اننا حولنا هذه المنطقة الميتة فعلاً.. فأرض البركة لا تصلح لأى مشروع إلا لتربية الأسماك.. فكان القرار، ولكن سبقته شهرة محافظة كفر الشيخ فى إنتاج الأسماك وبالذات البلطى الذى يعشقه كل المصريين.. فضلاً عن أنه الأرخص.. وقصر مدة تربيته عكس البورى والدنيس والقاروص.
<< المهم هنا هو هذا التكامل، وإذا كان البعض يكتفى بحفر أى أرض.. وتغذيتها بالمياه أى مياه.. وتغذيتها بأى شىء.. ربما بعيدًا عن الأعلاف السليمة صحيًا.. هنا «فى بركة الموت المسماة غليون» تتكامل المشروعات، من أحواض تربية وحضانات إلى مصانع أعلاف، وثلج، وفوم، وتجهيز أى تشفية «فيليه» إلى نصف مجهز.. بل ومجهز.. وربما أيضًا مطبوخ!! وأيضًا عمليات توفير الكهرباء وشق الطرق والتبريد والنقل والتجميد والتصنيع.. وكله حسب أحدث المواصفات العالمية.. ولا يقل ذلك عن أهمية توفير فرص عمل لمنطقة من الأكثر فقرًا، بل وقاعدة للهجرة غير الشرعية.. وإذا كان بعض إنتاجها سوف يتم تصديره مجمدًا، أو طازجًا، أو مجهزًا.. فإن الجزء الأكبر سيتم طرحه فى الأسواق المحلية.. بهدف التصدى لغلاء أى بروتين.. وبالذات مع ارتفاع أسعار الدواجن واللحوم الحمراء.. ومافيا تجار الاسماك.. أيضًا!!
<< وأنا من مستخدمى الطريق الساحلى الدولى بين مدينتى دمياط ومعشوقتى الإسكندرية، كنت أحس بالوحشة.. والرهبة.. فالطريق شبه خالٍ.. والحياة على جانبيه لا أنزلها إلا فيما ندر.. إلى أن جاء مشروع الاستزراع السمكى فى بركة غليون فى المنطقة الأكثر فقرًا.. وتم تحويل 4000 فدان من أرض سبخة لا تصلح لأى حياة.. إلى منطقة حياة واعدة توفر الطعام، وهو أساس الحياة، لكل المصريين.. أليس ذلك معجزة؟!
ولكن أتكلم عن عدد الأحواض سواء لأسماك المياه الحلوة.. أو المالحة.. وأحواض الجمبرى، معشوق كل المصريين كأن فيه سحرًا خاصًا.. ولا مكونات المشروع.. ولكن ما يهمنى هو أن يرى المستهلك المصرى ما يعشقه من إنتاج هذه المزارع.. بشرط إبعاد عملية بيعه عن أى بحار.. وتكون أسعاره محددة.. وكفى ما كسبه منا كل التجار الجشعين..
<< أتمنى أن أجد إنتاج هذه المزارع فى الأسواق فى المدن والقرى.. فى المجمعات الاستهلاكية.. وفى عربات التوزيع التابعة للقوات المسلحة.. ووزارة الزراعة بل وأيضًا خلال أكشاك فى الأحياء الشعبية والراقية على السواء.. لأن كل الطبقات تعشق الأسماك.. والمهم الأسعار الثابتة.. وكفى ما كسبه الجشعون من التجار الذين اقتنوا العزب والعمارات وأفخر السيارات.
<< هى بشائر الخير.. من مناطق لم نكن نتصور أبدًا أن تعطينا كل هذا الخير.. هى البداية. هى البشائر.. هى مصر الغد.. إن شاء الله.. وفى الطريق مزارع منطقة قناة السويس في شرق بورسعيد بالذات.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف