الوفد
علاء عريبى
حوار عماد أديب
تابعنا جميعا اللقاء الذي أجراه الإعلامي المخضرم عماد أديب مع الإرهابي عبدالله الليبى، وأطرف ما في الحوار أن أديب كان يتحدث طوال الوقت، ولم يترك للشاب فرصة استكمال الموضوعات أو الوقائع التي فتحها، الذي يحصى عدد الكلمات التى نطق بها الشاب فى الحلقة يكتشف أنه ثلث أو ربع عدد الكلمات التى تحدث بها الإعلامي المخضرم، كما أن أديب لم يكن قادرا على مجاراة الشاب فى المسائل الفقهية التى كان الشاب يذكرها، وذلك بمقولته الطريفة: «مش عايزك تدخلني أو تغرقني فى جدال فقهى».
على أية حال، هذا الشاب مثله العشرات بل المئات من أولادنا الذين يعتقدون بأنهم يجاهدون لنصرة دين الله، وقد كان صادقا فى رواياته ومبرراته، حتى عندما حاول أديب أن ينتزع منه اعترافا بالشعور بالذنب لمن قتلوا أو تعاطفا مع أسرهم، لم ينجر ولم يخدع نفسه أو ينزل على رغبة أديب، بل أصر على ما يؤمن به، فهؤلاء، حسب قوله، يناصرون الحاكم على الظلم، وهو وأقرانه جاءوا لكى يجاهدوا الظلم ويرفعوا راية الإسلام.
رواية الشاب أكدت ما توقعه الجميع لسيناريو الحادث، ففى غياب الطيران يسهل جدا الرصد والتكمين للقادم، وحسب رواية الشاب، وكذلك النقيب الحايس، كان الإرهابيون يركبون المناطق المرتفعة، وأنهم انتظروهم حتى أصبحوا فى مرماهم وفتحوا عليهم النار.
ورواية الشاب تضع أيدينا كذلك على قدرة ومهارة ضباط أمن الدولة، لأنهم توصلوا للشاب الذى كان على اتصال بهم، وهو الذى أرشدهم للمكان، كما كان معهم فى سيارات الحملة يرشدهم، وهو ما يعنى أن أولادنا فى الأمن الوطني كانوا متيقظين، ونجحوا فى التوصل للشاب الذى أرشدهم على المجموعة.
وحسب رواية الشاب أيضا فإن المجموعة التى انتقلت من مدينة درنة فى ليبيا، لحق بها ستة إرهابيين من القاهرة، هم، وفقا لكلام الليبى، الذين نفذوا عملية الدير، وهو ما يعنى أن مجموعة ليبيا مختلفة تماما عن مجموعة الدير، وأن الأخيرة انضمت للمساعدة، وأن هناك تنظيمات تشكل في الداخل وأخرى فى الخارج، وأن الوطن فى خطر حقيقي.
الملاحظة الأخيرة، وهى الفترة التي قضوها فى الصحراء، حسب رواية الشاب الليبى، قاربت على السنة، وهو ما ينبهنا إلى أنه يجب أن نمشط هذه الصحراء يوميا بالطائرات، مرة بالنهار وأخرى فى الليل، خاصة أن البعض انتقل إليهم وآخرين مدوهم بالمؤن بسهولة.
أهم ما فى هذا اللقاء أن الشاب لم يكن خائفا أو مجبرا على قول غير ما يعتقد به، وهذا يعنى أن هذا الشاب لم يقع تحت تعذيب أو تهديد أو خوف، وقال بكل حرية ما يعتقده شرعا، وهو ما يجعلنا أن نقدم التحية للأجهزة التى تحتجزه.
السؤال الذي انتظرنا طرحه على الشاب هو: قلت إنكم جئتم لتجاهدوا الظلم، فهل 16 شخصا يمكنهم هزيمة جيش، وشرطة، وعزل الحاكم؟، هل جئت لتموت؟
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف