الأهرام
احمد عبد التواب
تكفير شيرين عبد الوهاب!
هل تستحق زلّة لسان شيرين عبد الوهاب كل هذا العنف في مواجهتها؟ فقد تسابق بعض الإعلاميين علي الفتك بها، وعلي الإيحاء باستحالة علاج الخطأ، قال أحدهم إن الإساءة للنيل إهانة لشىء مقدس، وإن هذا ينال من مصر، وقال آخر إنه يجب قطع لسانها! وطالبها آخر بأن تضع كذا «في بُقَّها»! ومعذرة للقارئ علي الإشارة إلي ما قال!! وإضافة إلي طعنه في وطنيتها، وسيراً علي موضة التكفير الدائرة، فقد شَكَّك في أن يكون لها أي مشاعر دينية! في تخريجة غريبة لنظرية يؤمن بها عن شرط التدين الحقيقي حتي يكون المغني مبدعاً أصيلاً!! ولم تقبل نقابتها اعتذارها الواضح الذي أقرَّت فيه بالخطأ دون مواربة ودون تبريرات، وهي مطلوبة الآن للمثول أمام لجنة تحقيق نقابية مع تسريبات عن عقوبات مغلظة..إلخ!

طبعاً، لا مجادلة في أنها أخطأت، وفي أن خطأها غير مبرر، كما أنه في غير صالحها أن يُقال إن هذه طبيعتها، وينبغي مجازاتها بقدر فعلها، كما أنها مطالَبة بالكفّ عن هذا السخف وأن تمسك لسانها، وأن تعي أن أم كلثوم لم تستظرف أمام الجمهور عبر عمرها برغم خفة دمها الحاضرة، ولم تخاطب الجمهور من فوق المسرح بغير أغنياتها الخالدة، برغم أن عشرات الملايين كانوا يتلهفون أن يسمعوا منها تعليقاً. وقد بات علي شيرين أن تدرك وجوب أن يكون لها طاقم مستشارين وأن تلتزم بنصائحهم، وأن تركز علي فنها الذي نجحت فيه، وتوشك أن تبدد نجاحها بأفعالها!

إن مصر أقوي من أن تهزها مثل زلات اللسان التي تبدر من شيرين أو من غيرها، يكفي أن واقعتها كانت قبل أكثر من عشرة أشهر ولم ينتبه لها أحد إلا قبل أيام، عندما روَّجها ونفخ فيها آخرون. وسوف تخبو الواقعة وتمرّ، بعد أن تأخذ حجمها الطبيعي كزلة لسان سخيفة اعتذرت قائلتها ونالت العقاب من نقابتها! ولكن يبقي السؤال عن تصور بعض الإعلاميين أن من حقهم، بدعوي حماية الوطن والأخلاق، أن يتطاولوا علي الناس في لحظة الضعف، وألا تسائلهم نقابة الإعلاميين علي ذلك!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف