الجمهورية
عبد الرحمن فهمى
عم مرتضي وكاريوكا وعماد حمدي
كتبت أمس عن النيران المشتعلة في كل الأندية من أجل انتخابات مجالس الإدارات.. وكيف كانت زمان الانتخابات فرصة ينتظرها الأعضاء لكي يحولوه ليوم حب.. عيد سعيد يلتقي فيه الجميع مرة كل أربع سنوات.. ومعظم المناصب يتم شغلها بالتزكية فهناك شخصيات لا يجرؤ أحد علي النزول ضدها ومنافستها خاصة في الأهلي أو الزمالك أو الإسماعيلي أو الاتحاد والأولمبي بالاسكندرية.. ماتت كل الرموز والرؤساء الكبار.. وربنا يعطي الصحة والعمر العظيم لرئيس نادي سموحة الذي حوله من خرابة إلي أجمل وأوسع ناد لا في مصر بل في العالم.. قادة الطائرات يقولون إنهم يعرفون وهم في السماء أنهم اقتربوا من مصر من نور 12 ملعباً لكرة القدم وملعب الهوكي عشرات الكشافات المضيئة تنير الأرض ويشع نورها في السماء.. إنه المهندس محمد فرج عامر.. الذي ينجح دائماً بالتزكية فإذا بعضو مغمور يرشح نفسه هذا العام أمامه فإذا بكل الأعضاء الذين يقابلونه في النادي وخارج النادي يقولون له كلمة واحدة "اختشي".. النتيجة معروفة فلا داعي لارهاق الأعضاء ثم لم تأخذ إلا صوتك علي أكثر تقدير.. "اختشي" وعادت التزكية.
***
وبمناسبة بناء الأندية.. هناك قصة طريفة لبناء النادي الإسماعيلي كتبتها في كتابي "رياضيون لكن ظرفاء" الذي تحول إلي مسلسل إذاعي إخراج محمد السيد عندما كان صديق العمر فهمي عمر رئيساً للإذاعة.
الذي بني النادي الإسماعيلي بطريقة بدائية سريعة وقبل إصلاحات وإضافات المعلم عثمان أحمد عثمان اسمه "عم مرتضي".. الإسماعيلية كلها بمن فيهم عثمان نفسه يقولون له "عم".. قام بدوره في المسلسل بدر الدين جمجوم.. فقد كان مرتضي يمتاز بخفة الدم.
***
المهم.. كيف بني عم مرتضي النادي الإسماعيلي "في نسخته الأولي" وهو موظف في البريد آخر عمل له مديراً للمكتب الرئيسي بالإسماعيلية!!.
كان عم مرتضي يهوي الكرة وهو طفل يلعب الكرة الشراب في الأماكن الخالية.. ولما كبر أصبح يشجع فرق الأحياء المختلفة وأحياناً يقف حكماً لمبارياتهم المهمة.. وذات مرة لفت نظره قطعة أرض فضاء كبيرة وسط البلد.. بدأت الفكرة بتحديد قطعة من هذا الفضاء بمقاييس الملاعب الرسمية وتسويرها بأي طوب أحمر مع مرميين!! وتطورت الحكاية إلي رش الأرض بالماء الغزير ويظهر الحشيش الأخضر.. والماكينات التي تقص الحشائش لتجعله في مستوي واحد موجودة في الحدائق العامة كلها.. الموضوع سهل.. وهو في مركزه في مكتب البريد وعلاقته الطيبة مع كل الناس.
ثم بدأت العلاقات الطيبة "مش كفاية" الحكاية أصبحت تحتاج لنقود!!.. أندية الأحياء التي تريد اللعب تدفع.. مش كفاية.. نحن في حاجة لمرميين قانونيين ودكك خشب لمتفرجين.. هنا فكر عم مرتضي في أن يأخذ من دفاتر التوفير ثم يردها من إيراد تذاكر المباريات في اليوم التالي.. ثم فتح باب التبرع.. ثم.. الطريف في الموضوع وفي المسلسل استمرار عم مرتضي يأخذ من دفاتر التوفير ثم يردها بسرعة.. في نفس الوقت ظهر فيلم مشهور جداً.. تحية كاريوكا وعماد حمدي وحفل زفاف وفرح لبنتهم وهما لا يملكان مليماً وأخذ عماد حمدي أمين صندوق هيئة حكومية مبلغاً كبيراً لإقامة الفرح علي أن يعمل "جمعية" مع الجيران ويعيد المال إلي الصندوق.. الناس قالوا لعم مرتضي ارفع قضية ضد الفيلم لقد أخذوا فكرتك!! فضحك عم مرتضي ولم يفعل!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف